تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١٠ - الصفحة ٧٢
وروى ابن جريح عن عطاء عن عمر في قوله سبحانه: " * (وجعلت له مالا ممدودا) *) قال: غلة شهر. بشهر.
" * (وبنين شهودا) *) حضورا معه بمكة لا يغيبون عنه. قال سعيد بن جبير: كانوا ثلاثة عشر ولدا. مجاهد وقتادة: كانوا عشرة. مقاتل: كانوا سبعة كلهم رجال، وهم: الوليد بن الوليد وخالد بن الوليد وعماره بن الوليد وهشام بن الوليد والعاص بن الوليد وقيس بن الوليد وعبد شمس بن الوليد، أسلم منهم ثلاثة: خالد وهشام وعمارة، قالوا: فما زال الوليد بعد نزول هذه الآية في نقصان من ماله وولده حتى هلك.
" * (ومهدت له تمهيدا) *) أي بسطت له في العيش بسطا، وقال ابن عباس: يعني المال بعضه على بعض كما تمهد الفرش " * (ثم يطمع) *) يرجو " * (أن أزيد) *) مالا وولدا أو تمهيدا في الدنيا " * (كلا) *) قطع الرجاء عما كان يطمع فيه ويكون متصلا بالكلام الأول وقيل: قسم أي حقا وتكون ابتداء آية.
" * (إنه كان لآياتنا عنيدا) *) معنادا " * (سأرهقه صعودا) *) سأكلفه مشقة من العذاب لا راحة له منها.
أخبرني ابن فنجويه قال: حدثنا ابن حمدان قال: حدثنا ابن سعيد قال: حدثنا أحمد بن صالح قال: حدثنا عبد الله بن وهب قال: أخبرني عمرو بن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن النبي (عليه السلام) * * (سأرهقه صعودا) *) قال: (هو جبل في النار يكلف أن يصعده فإذا وضع يده ذابت وإذا رفعها عادت وإذا وضع رجله ذابت وإذا رفعها عادت).
" * (إنه فكر وقدر) *) الآيات، وذلك أن الله سبحانه لما أنزل على النبي (عليه السلام) * * (حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم) *) إلى قوله: " * (إليه المصير) *) قرأها النبي (عليه السلام) في المسجد والوليد بن المغيرة قريب منه يسمع قراءته، فلما فطن النبي (عليه السلام) لإستماعه لقراءته أعاد قراءة الآية، فانطلق الوليد حذاء مجلس قومه بني مخزوم فقال: والله لقد سمعت من محمد كلاما ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإنه يعلو وما يعلى.
ثم انصرف إلى منزله، فقالت قريش: صبا والله الوليد والله ليصبأن قريش كلهم وكان يقال للوليد: ريحانة قريش، فقال: لهم أبو جهل أنا أكفيكموه فانطلق فقعد إلى جنب الوليد حزينا، فقال: له الوليد مالي أراك حزينا يا بن أخي، قال: وما يمنعني أن لا أحزن وهذه قريش يجمعون
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»