تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١٠ - الصفحة ٢٩٠
أرضه؛ ليضعه تحت قدمه (ومن يهينه)، فلما انتهى إليه ذلك رضي عنه فأقره على عمله، وكتب إليه أن يثبت بمن معه من الجند.
ثم إن إبرهة بنى كنيسة بصنعاء يقال لها: الفليس، وكتب إلى النجاشي: قد بنيت لك بصنعاء كنيسة لم يبن لملك مثلها قط، ولست منتهيا حتى أصرف إليها حجيج العرب. فسمع بذلك رجل من بني مالك بن كنانة فخرج إلى القليس فدخلها ليلا وقعد فيها، فبلغ إبرهة ذلك، ويقال: إنه أتاها ناظرا إليها فدخلها أبرهة فوجد تلك العذرة، فقال: من اجترأ علي؟ فقيل صنع ذلك رجل من العرب من أهل ذلك البيت، سمع بالذي قلت فصنع هذا، فحلف إبرهة عند ذلك ليسيرن إلى الكعبة حتى يهدمها.
فخرج سائرا في الحبشة وخرج معه بالفيل، فسمعت بذلك العرب فأعظموه (وفظعوا به) ورأوا جهاده حقا عليهم، فخرج ملك من ملوك حمير يقال له: ذو نفر بمن أطاعه من قومه، فقابله فهزمه وأخذ ذو نفر فأتى به، فقال: أيها الملك لا تقتلني فإن استبقائي خير لك من قتلي، فاستبقاه وأوثقه.
وكان إبرهة رجلا حليما، ثم خرج سائرا حتى دنا من بلاد خثعم فخرج نفيل بن حبيب الخثعمي في قبيلتي خثعم شهدان وأهش ومن اجتمع إليه من قبايل اليمن فقاتلوه فهزمهم وأخذ النفيل، فقال نفيل: أيها الملك إني دليل بأرض العرب فلا تقتلني وهاتان يداي على قومي بالسمع والطاعة، فاستبقاه، وخرج معه يدله حتى (إذا) مر بالطائف خرج إليه مسعود بن مغيث في رجال من ثقيف فقال: أيها الملك إنما نحن عبيدك ليس لك عندنا من خلاف، وليس بيتنا هذا البيت الذي تريد يعنون اللات إنما تريد البيت الذي بمكة، نحن نبعث من يدلك عليه، فبعثوا أبا رغال مولى لهم فخرج حتى إذا كان بالمغمس مات أبو رغال، وهو الذي يرجم قبره.
وبعث إبرهة من المغمس رجلا من الحبس يقال له: الأسود بن مقصود على مقدمة خيله فجمع إليه أموال الحرم وأصاب لعبد المطلب مائتي بعير، فقال عبد الله بن عمر بن مخزوم:
اللهم اخز الأسود بن مقصود الآخذ الهجمة فيها التقليد بين حراء وبثير فالبيد يحبسها وهي أولات التطريد فضمها إلى طماطم سود قد أجمعوا أو يكون معبود ويهدموا البيت الحرام المعمود والمروتين والمشاعر السود أضفره يا رب وأنت محمود
(٢٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 ... » »»