تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١٠ - الصفحة ٢٨٨
((سورة الفيل)) مكية، وهي ستة وتسعون حرفا، وعشرون كلمة، وخمس آيات أخبرنا ناقل بن راقم قال: حدثنا محمد بن شادة قال: حدثنا أحمد بن الحسن قال: حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا سالم بن قتيبة عن شعبة عن عاصم عن زر عن أبي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قرأ سورة الفيل عافاه الله عز وجل أيام حياته في الدنيا من القذف والمسخ).
بسم الله الرحمن الرحيم 2 (* (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل * ألم يجعل كيدهم فى تضليل * وأرسل عليهم طيرا أبابيل * ترميهم بحجارة من سجيل * فجعلهم كعصف مأكول) *) 2 " * (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل) *).
القصة وبالله التوفيق.
قال محمد بن إسحاق: كان من قصة أصحاب الفيل فيما ذكر بعض أهل العلم عن سعيد ابن جبير وعكرمة عن ابن عباس، وعمن لقي من علماء أهل اليمن وغيرهم أن ملكا من ملوك حمير يقال له زرعة ذو نواس كان قد تهود واستجمعت معه حمير على ذلك، إلا ما كان من أهل نجران، فإنهم كانوا على النصرانية على أصل حكم الإنجيل، ولهم رأس يقال له عبد الله بن التامر، فدعاهم إلى اليهودية فأبوا فخيرهم فاختاروا القتل فخد له أخدودا وصنف لهم أصناف القتل.
فمنهم من قتل صبرا، ومنهم من خد لهم فألقاه في النار إلا رجلا من أهل سبأ يقال له دوس بن ثعلبان، فذهب على فرس له فركض حتى أعجزهم في الرمل، فأتى قيصر فذكر له ما بلغ منهم واستنصره فقال: بعدت بلادك عنا ولكني سأكتب لك إلى ملك الحبشة، فإنه على ديننا فينصرك، فكتب إلى النجاشي يأمره بنصره.
فلما قدم على النجاشي بعث معه رجلا من أهل الحبشة يقال له: ارياط، فلما بعثه قال
(٢٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 ... » »»