تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١٠ - الصفحة ٢٧٧
أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد بن جعفر، وأبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحبربان قالا: أخبرنا أبو محمد حاجب بن أحمد بن (سفيان) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مسيب قال: حدثنا النضر بن شميل قال: أخبرنا شعبة عن قتادة عن مطرف بن عبد الله عن النخير عن أبيه قال: انتهيت إلى رسول الله (عليه السلام) وهو يقرأ هذه الآية: " * (ألهاكم التكاثر) *) قال: يقول ابن آدم: مالي مالي، وهل لك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت.
وروى زر بن حبيش عن علي بن أبي طالب قال: ما زلنا نشك في عذاب القبر حتى نزلت " * (ألهاكم التكاثر) *) إلى " * (كلا سوف تعلمون) *) يعني في القبر.
" * (كلا سوف تعلمون) *) وعيد لهم " * (ثم كلا سوف تعلمون) *) والتكرير على التأكيد، وقال الضحاك: " * (كلا سوف تعلمون) *) يعني الكفار " * (ثم كلا سوف يعلمون) *) يعني المؤمنين، وكذلك كان يقرأها: الأولى بالتاء والثانية بالياء ثم " * (كلا لو تعلمون علم اليقين) *) أي علما يقينا فأضاف العلم إلى اليقين لقوله سبحانه: " * (إن هذا لهو حق اليقين) *) قال قتادة: كنا نحدث أن علم اليقين أن يعلم أن الله باعثه بعد الموت.
" * (ثم لترونها عين اليقين) *) يصلح أن يكون في معنى المضي جوابا ل (لو)، تقديره: لو تعلمون العلم اليقين لرأيتم الجحيم بقلوبكم، ثم رأيتموها بالعين اليقين.
وقيل: معناه لو تعلمون علم اليقين لشغلكم عن التكاثر والتفاخر، ثم استأنف " * (لترون الجحيم) *) على نية القسم، وإلى هذا ذهب مقاتل، وقيل: معناه: لو علمتم يقينا أنكم ترون النار لشغلكم ذلك عما أنتم فيه.
وقيل: ذكر (كلا) ثلاث مرات أراد: تعلمون عند النزوع، وتعلمون في القبر، وتعلمون في القيامة، ثم ذكر في الثالثة علم اليقين؛ لأنه صار عيانا ما كان مغيبا.
وقراءة العامة لترون بضم التاء في الحرفين، وضم الكسائي التاء في الأولى منهما وفتح الأخرى، ورواه عن علي ح.
أخبرنا محمد بن عبدوس قال: حدثنا محمد بن يعقوب قال: حدثنا محمد بن الجهم قال: حدثنا الفراء قال: أخبرني محمد بن الفضل عن عطاء عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي أنه قرأ " * (لترون الجحيم ثم لترونها) *) بضم التاء الأولى وفتح الثانية، وقال الفراء: الأول أشبه بكلام العرب؛ لأنه تغليظ فلا ينبغي أن يختلف لفظه.
(٢٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 ... » »»