تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١٠ - الصفحة ٢٦٥
عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه وكان أبوه يتيما في حجر أبي سعيد الخدري قال: قال لي يعني أبا سعيد: يا بني إذا كنت في البوادي فارفع صوتك بالأذان فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يسمعه جن ولا إنس ولا حجر إلا يشهد له).
أخبرنا عبد الله بن حامد قال: حدثنا محمد بن عامر السمرقندي قال: حدثنا ابن الحسين قال: حدثنا علي بن حميد عن إبراهيم عن أبيه قال: رأيت أبا أمية صلى في المسجد الحرام المكتوبة، ثم تقدم فجعل يصلي ها هنا وها هنا، فلما فرغ قلت: يا أبا أمية ما هذا الذي رأيتك تصنع؟ قال قرأت هذه الآية: " * (يومئذ تحدث أخبارها) *) فأردت أن تشهد لي يوم القيامة.
" * (بأن ربك أوحى لها) *) أي أمرها بالكلام واذن لها فيه، قال (العجاج يصف الأرض):
أوحى لها القرار فاستقرت وشدها بالراسيات الثبت أي أمرها بالقرار.
وقال ابن عباس والقرظي وابن زيد: أوحى إليها. ومجاز الآية: يوحي الله إليها.
" * (يومئذ يصدر الناس أشتاتا) *) عن موقف الحساب، أشتاتا: متفرقين فآخذ ذات اليمين إلى الجنة، وآخذ ذات الشمال إلى النار " * (ليروا أعمالهم) *) قيل: في هذه الآية تقديم وتأخير تقديرها " * (يومئذ تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها يومئذ يصدر الناس أشتاتا) *) وقراءة العامة ليروا بضم الياء، وقرأ الحسن والأعرج بفتح الياء وروي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم (* (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) *) 2 " * (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره) *) أي يرى ثوابه " * (ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) *).
قال ابن عباس: ليس مؤمن ولا كافر عمل خيرا ولا شرا في الدنيا إلا أراه الله إياه، أما المؤمن فيرى حسناته وسيئاته، فيغفر له سيئاته ويثيبه لحسناته، وأما الكافر فترد حسناته ويعذبه بسيئاته.
وقال محمد بن كعب في هذه الآية: فمن يعمل مثقال ذرة خيرا من كافر يرى ثوابه في نفسه وأهله وماله وولده حتى يخرج من الدنيا وليس له عند الله خير، ومن يعمل مثقال ذرة شرا من مؤمن يرى عقوبته في الدنيا في نفسه وأهله وماله وولده حتى يخرج من الدنيا، وليس له عند الله شر.
ودليل هذا التأويل ما أخبرنا عقيل أن أبا الفرج أخبرهم عن ابن جرير قال: حدثني أبو
(٢٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 ... » »»