تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١٠ - الصفحة ٢٥٤
وأخبرنا عبد الله بن حامد قال: أخبرنا مكي قال: حدثنا محمد بن سعيد القطان قال: حدثنا عيينة بن عبد الرحمن قال: حدثني أبي قال: ذكرت ليلة القدر عند أبي بكرة فقال: ما أنا بطالبها بعد شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا في العشر الأواخر، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (التمسوها في العشر الأواخر في تسع بقين، أو سبع بقين، أو خمس بقين أو ثلاث بقين أو آخر ليلة) وكان أبو بكرة إذا دخل شهر رمضان ظل يصلي في سائر السنة، فإذا دخل العشر اجتهد.
وفي الجملة، أخفى الله علم هذه الليلة على الأمة ليجتهدوا في العبادة ليالي رمضان طمعا في إدراكها كما أخفى الصلاة الوسطى في الصلوات، واسمه الأعظم في الأسماء، وساعة الإجابة في ساعات الجمعة، وغضبه في المعاصي، ورضاه في الطاعات، وقيام الساعة في الأوقات، رحمة منه وحكمة، والله أعلم.
الباب الثالث: في علامتها واماراتها أخبرنا أبو عمر الفراتي قال: أخبرنا أبو نصر السرخسي قال: حدثنا محمد بن الفضل قال: حدثنا إبراهيم بن يوسف قال: حدثنا النضر عن أشعث عن الحسين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في ليلة القدر: (من أماراتها أنها ليلة بلجة سمحة، لا حارة ولا باردة، تطلع الشمس صبيحتها ليس لها شعاع).
وقال حميد بن عمر: كنت ليلة السابع والعشرين في البحر فأخذت من مائه فوجدته سلسا.
الباب الرابع: في فضائلها وخصائصها.
حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد الجهني بها قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن سليمان بن الحسن ببغداد قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى قال: حدثنا محمد بن كثير عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي (عليه السلام) قال: (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه).
وفي الحديث: (إن الشيطان لا يخرج في هذه الليلة حتى يضيء فجرها، ولا يستطيع أن يصيب فيها أحد بخبل أو داء أو ضرب من ضروب الفساد، ولا ينفذ فيها سحر ساحر).
(٢٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 ... » »»