تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١٠ - الصفحة ٢٦٨
((سورة العاديات)) مكية، وهي مائة وثلاثة وستون حرفا، وأربعون كلمة، وإحدى عشرة آية أخبرنا الجنازي قال: حدثنا ابن حبيش قال: أخبرنا أبو العباس الدقاق قال: حدثنا عبد الله بن روح قال: حدثنا شبابة قال: حدثنا مخلد بن عبد الواحد عن علي بن يزيد عن زر عن أبي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قرأ سورة العاديات أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من بات بالمزدلفة وشهد جمعا).
بسم الله الرحمن الرحيم 2 (* (والعاديات ضبحا * فالموريات قدحا * فالمغيرات صبحا * فأثرن به نقعا * فوسطن به جمعا) *) 2 " * (والعاديات ضبحا) *) قال ابن عباس وعطاء ومجاهد وعكرمة والحسن والكلبي وأبو العالية والربيع وعطية وقتادة ومقاتل وابن كيسان: هي الخيل التي تعدو في سبيل الله وتضبح وهو صوت أنفاسها إذا أجهدت في الجري فيكثر الربو في أجوافها من شدة العدو، قال ابن عباس: ليس شيء من الدواب يضج غير الفرس والكلب والثعلب.
قال أهل اللغة: أصل الضبح والضباح للثعالب فاستعير في الخيل، وهو من قول العرب: ضبحته النار إذا غيرت لونه، وإنما تضبح هذه الحيوانات إذا تغيرت حالها من تعب أو فزع أو طمع، ونصب قوله: " * (ضبحا) *) على المصدر ومجازه: والعاديات تضبح ضبحا قال الشاعر:
لست بالتبع اليماني إن لم تضبح الخيل في سواد العراق وقال آخر:
والعاديات أسابي الدماء بها كأن أعناقها أنصاب ترجيب
(٢٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 ... » »»