" * (يتلوا) *) يقرأ " * (صحفا) *) كتبا " * (مطهرة) *) من الباطل " * (فيها كتب) *) من الله " * (قيمة) *) مستقيمة عادلة " * (وما تفرق الذين أوتوا الكتاب) *) في أمر محمد (عليه السلام) فكذبوه " * (إلا من بعد ما جاءتهم البينة) *) البيان في كتبهم أنه نبي مرسل.
قال العلماء: من أول السورة إلى قوله: " * (فيها كتب قيمة) *) حكمها في من آمن من أهل الكتاب والمشركين، " * (وما تفرق) *) حكمه في من لم يؤمن من أهل الكتاب بعد قيام الحجج عليها.
قال بعض أئمة أهل اللغة قوله: " * (منفكين) *) أي هالكين من قوله انفك صلا المرأة عند الولادة وهو أن تنفصل ولا يلتئم فهلك، ومعنى الآية: لم يكونوا هالكين أي معذبين إلا بعد قيام الحجة عليهم بإرسال الرسول وإنزال الكتب.
وقرأ الأعمش (والمشركون) رفعا، وفي مصحف عبد الله (لم يكن المشركون وأهل الكتاب منفكين) وفي حرف أبي (ما كان الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة رسولا من الله) بالنصب على القطع والحال.
" * (وما أمروا) *) يعني هؤلاء الكفار " * (إلا ليعبدوا الله مخلصين) *) يعني إلا أن يعبدوا الله مخلصين له الدين التوحيد والطاعة " * (حنفاء) *) مائلين عن الأديان كلها إلى دين الإسلام.
وقال ابن عباس: حجاجا، وقال قتادة: الحنيفية هي الختان وتحريم الأمهات والبنات والأخوات والعمات والخالات، وإقامة المناسك.
وقال سعيد بن حمزة: لا تسمي العرب حنيفا إلا من حج واختتن " * (ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك) *) الذي ذكرت " * (دين القيمة) *) المستقيمة فأضاف الدين إلى القيمة وهو أمر فيه اختلاف اللفظين وأنث القيمة لأنه رجع بها إلى الملة والشريعة، وقيل: الهاء فيه للمبالغة.
سمعت أبا القاسم الحنبلي يقول: سمعت أبا سهل محمد بن محمد بن الأشعث الطالقاني يقول: إن القيمة هاهنا الكتب التي جرى ذكرها، والدين مضاف إليها على معنى: وذلك دين الكتب القيمة فيما يدعو إليه ويأمر به، نظيرها قوله سبحانه: " * (وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه) *).
وقال النضر بن شميل: سألت الخليل بن أحمد عن قوله سبحانه: " * (وذلك دين القيمة) *) فقال: القيمة جمع القيم، والقيم (والقائم) واحد ومجاز الآية: وذلك دين القائمين لك بالتوحيد