تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١٠ - الصفحة ٢٤٨
وروى أبو الضحى عن ابن عباس أن الله عز وجل يقضي الأقضية في ليلة النصف من شعبان ويسلمها إلى أربابها في ليلة القدر.
روي أنه تعالى يغفر لجميع المسلمين في تلك الليلة إلا الكاهن أو الساحر أو مدمن خمر أو عاق لوالديه أو مصر على الزنا أو (مشاحن) أو قاطع رحم.
وقيل للحسين بن الفضل: أليس قد قدر الله سبحانه المقادير قبل أن يخلق السماوات والأرض؟ قال: نعم، قال: فما معنى ليلة القدر؟ قال: سوق المقادير إلى المواقيت وتنفيذ القضاء المقدر.
أخبرني عقيل أن أبا الفرج أخبرهم عن ابن جبير قال: حدثنا ابن حميد قال: حدثنا مهران عن سفيان عن محمد بن سوقة عن سعيد بن جبير قال: يؤذن للحجاج في ليلة القدر فيكتبون بأسمائهم وأسماء آبائهم، فلا يغادر منهم أحد ولا يزاد ولا ينقص منهم.
وقال الزهري: هي ليلة العظمة والشرف، من قول الناس لفلان عند الأمير قدر أي جاه ومنزلة، يقال: قدرت فلانا أي عظمته قال الله سبحانه: " * (وما قدروا الله حق قدره) *) أي ما عظموا الله حق عظمته وقال أبو بكر الوراق: سميت بذلك لأن من لم يكن ذا قدر وخطر يصير في هذه الليلة ذا قدر إذا أدركها وأحياها.
وقيل: إن كل عمل صالح يؤخذ فيها من المؤمن فيكون ذا قدر وقيمة عند الله لكونه مقبولا فيها.
وقيل: لأنه أنزل كتاب ذو قدر على رسول ذي قدر لأجل أمة ذات قدر، وقال سهل بن عبد الله: لأن الله سبحانه يقدر الرحمة فيها على عباده المؤمنين.
وقيل: لأنه ينزل فيها إلى الأرض ملائكة أولو قدر وذوو خطر.
وقال الخليل بن أحمد: سميت بذلك لأن الأرض تضيق فيها بالملائكة من قوله: " * (ويقدر) *) * * (ومن قدر عليه رزقه) *).
الباب الثاني: اختلاف العلماء في وقتها، وأي ليلة هي، وذكر اختلاف الصحابة فيها.
فقال بعضهم: إنما كانت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم رفعت.
أخبرني عبد الله بن حامد إجازة قال: أخبرنا محمد بن الحسين بن الحسن قال: حدثنا
(٢٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 ... » »»