تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١٠ - الصفحة ٢١٥
وقال: (انتدب لها رجل ذو عز ومنعة في قومه كأبي زمعة) وذكر الحديث.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " * (ناقة الله) *) إغراء وتحذير، أي احذروا عقر ناقة الله، كقولك: الأسد الأسد.
" * (وسقياها) *) شربها وسقيها من الماء، فلا تزاحموها فيه، كما قال الله سبحانه: * (لها شرب ولكم شرب يوم معلوم) * * (فكذبوه) *) يعني صالحا (عليه السلام)، " * (فعقروها) *) يعني الناقة " * (فدمدم) *) دمر " * (عليهم) *) وأهلكهم " * (ربهم بذنبهم) *) بتكذيبهم رسوله وعقرهم ناقته.
" * (فسواها) *) فسوى الدمدمة عليهم جميعا، عمهم بها، فلم يفلت منهم أحد. وقال المروج: الدمدمة: إهلاك باستئصال، وقال بعض أهل اللغة: الدمدمة: الإدامة. تقول العرب: ناقة مدمومة أي سمينة مملوءة، وقرأ عبد الله بن الزبير (فدهدم عليهم) بالهاء، وهما لغتان، كقولك امتقع لونه واهتقع إذا تغير.
" * (ولا يخاف) *) قرأ أهل الحجاز والشام فلا بالفاء وكذلك هو في مصاحفهم، الباقون بالواو، وهكذا في مصاحفهم " * (عقباها) *) عاقبتها.
واختلف العلماء في معنى ذلك، فقال الحسن: يعني ولا يخاف الله من أحد تبعة في إهلاكهم، وهي رواية علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، وقال الضحاك والسدي والكلبي: هو راجع إلى العاقر، وفي الكلام تقديم وتأخير معناه: إذ انبعث أشقاها ولا يخاف عقباها.
(٢١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 ... » »»