تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١٠ - الصفحة ٢١٧
عبد الله يقرأ هذه الآية، " * (والليل إذا يغشى) *)؟ قال: قلت: سمعته يقرأها (والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى والذكر والأنثى).
قال لنا: والله هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها وهؤلاء يريدونني أن أقرأ " * (وما خلق) *) فلا أتابعهم.
" * (إن سعيكم لشتى) *) إن عملكم لمختلف (وقال عكرمة وسائر المفسرين: السعي: العمل)، فساع في فكاك نفسه، وساع في عطبها، يدل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم (والناس عاذيان فمبتاع نفسه فمعتقها، وبائع نفسه فموبقها).
" * (فأما من أعطى) *) ماله في سبيل الله " * (واتقى) *) ربه واجتنب محارمه " * (وصدق بالحسنى) *) اي بالخلف أيقن بأن الله سبحانه سيخلف هذه، وهذه رواية عكرمة وشهر بن حوشب، عن ابن عباس، يدل عليه ما أخبرني عقيل أن أبا الفرج أخبرهم، عن محمد بن جرير قال: حدثني الحسن بن أبي سلمة بن أبي كبشة قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو قال: حدثنا عباد بن راشد، عن قتادة قال: حدثنا خليل العصري، عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما من يوم غربت شمسه إلا وبعث بجنبتها ملكان يناديان، يسمعهما خلق الله تعالى كلهم إلا الثقلين، اللهم أعط منفقا خلفا وأعط ممسكا تلفا، فأنزل في ذلك القرآن، فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى إلى قوله للعسرى).
وقال أبو عبد الرحمن السلمي والضحاك: وصدق بالحسنى، ب (لا إله إلا الله). وهي رواية عطية، عن ابن عباس. وقال مجاهد: بالجنة، ودليله قوله سبحانه " * (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) *)، وقال قتادة ومقاتل والكلبي: بموعود الله الذي وعده أن يثيبه.
" * (فسنيسره) *) فسنهيئه في الدنيا، تقول العرب: يسرت غنم فلان إذا ولدت أو تهيأت للولادة، قال الشاعر:
هما سيدانا يزعمان وإنما يسوداننا إن يسرت غنماهما " * (لليسرى) *) للخلة اليسرى، وهي العمل بما يرضاه الله سبحانه، وقيل: نزلت هذه الآية في أبي بكر الصديق ح
(٢١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 ... » »»