تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١٠ - الصفحة ١٩٣
يا أهل مكة وسعوا عليهم ما وسع الله عليكم وأعينوهم ما استعانوكم عليه، فإنهم وفد الله وحاج بيت الله ولهم عليكم حق، فاسألوني فعلينا كان التنزيل، ونحن حصرنا التأويل، فقام إليه رجل من ناحية زمزم فقال: دخلت فأرة جرابي وأنا محرم؟ فقال: اقتلوا الفويسقة، فقام آخر فقال: أخبرنا بالشفع والوتر والليالي العشر فقال: أما الشفع والوتر فقول الله سبحانه: " * (فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه) *) فهما الشفع والوتر، وأما الليالي العشرة فالثمان وعرفة والنحر، فقام آخر فقال: أخبرنا عن يوم الحج الأكبر؟ فقال: هو يوم النحر ثلاث تتلوها.
وقال مجاهد ومسروق وأبو صالح: الشفع الخلق كله، قال الله سبحانه: " * (ومن كل شيء خلقنا زوجين) *) الكفر والإيمان والشقاوة والسعادة والهدى والضلالة والليل والنهار والسماء والأرض والبر والبحر والشمس والقمر والجن والإنس، والوتر الله سبحانه، قال الله تعالى: " * (قل هو الله حد) *).
الحسن وابن زيد: أراد بالشفع والوتر الخلق كله، منه شفع ووتر.
عطية عن ابن عباس: الشفع صلاة الغداة والوتر صلاة المغرب. قتادة عن الحسن: هو العدد منه شفع ومنه وتر. مقاتل: الشفع هو آدم وحواء، والوتر هو الرب تبارك وتعالى، وقيل: الوتر آدم شفعه الله بزوجته حواء.
إبراهيم والقرظي: الزوج والفرد. الربيع عن أبي العالية: الشفع ركعتان من صلاة المغرب والوتر الركعة الثالثة، وقيل: الشفع الصفا والمروة والوتر البيت، الحسين بن الفضل: الشفع درجات الجنان؛ لأنها ثمان والوتر دركات النار؛ لأنها سبع، كأنه الله سبحانه وتعالى أقسم بالجنة والنار.
مقاتل بن حيان: الشفع الأيام والليالي، والوتر اليوم الذي لا ليلة بعده وهو يوم القيامة.
وسمعت أبا القاسم بن حبيب يقول: سمعت أبا عبد الله محمد بن نافع الشجري يقول: سمعت أبا زيد حاتم بن محبوب السامي يقول: سمعت عبد الجبار بن العلاء العطار يقول: سمعت سفيان بن عيينة يقول: الوتر هو الله عزوجل وهو الشفع أيضا؛ لقوله: " * (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم) *) وسمعت أبا القاسم يقول: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمد ابن يزيد يقول: سمعت أبا عبد الله بن أبي بكر الوراق يقول: سئل أبو بكر عن الشفع والوتر فقال: الشفع تضاد أوصاف المخلوقين العز والذل والقدرة والعجز والقوة والضعف والعلم
(١٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 ... » »»