تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١٠ - الصفحة ١٨٠
وبدت كان ترائبا نحرها جمر الغضا في ساعة يتوقد وقال آخر:
والزعفران على ترائبها شرق به اللبات والصدر وقال المثقب العبدي:
ومن ذهب يسن على تريب كلون العاج ليس بذي غضون " * (إنه على رجعه لقادر) *) قال قتادة: إن الله سبحانه على بعث الإنسان واعادته بعد الموت قادر، وقال عكرمة: إن الله سبحانه على رد الماء إلى الصلب الذي خرج منه لقادر، وعن مجاهد: على رد النطفة في الإحليل، وعن الضحاك: إنه على رد الإنسان ماء كما كان قبل لقادر، مقاتل بن حيان عنه: يقول: إن شئت ردرته من الكبر إلى الشباب ومن الشباب إلى الصبى، ومن الصبى إلى النطفة، وعن ابن زيد: أنه على حبس ذلك الماء لقادر حتى لا يخرج.
وأولى الأقاويل: بالصواب تأويل قتادة لقوله تعالى: " * (يوم تبلى السرائر) *) أي تظهر الخفايا، وقال قتادة ومقاتل وسعيد بن جبير عن عطاء بن أبي رياح: السرائر: فرائض الأعمال كالصوم والصلاة والوضوء وغسل الجنابة، ولو شاء العبد أن يقول قد صمت وليس بصائم وقد صليت ولم يصل وقد أغتسلت ولم يغتسل لفعل.
أخبرني ابن فنجويه قال: حدثنا طلحة وابن البواب قال: حدثنا أبو بكر بن مجاهد قال: حدثنا إسماعيل عن عبد الله بن إسماعيل عن ابن زيد " * (يوم تبلى السرائر) *) قال: السرائر: الصلاة والصيام وغسل الجنابة، ودليل هذا التأويل ما أخبرنا الحسين قال: حدثنا أحمد بن محمد بن إسحاق قال: أخبرني عروبة قال: حدثنا هاشم بن القاسم الحراني قال: حدثنا عبد الله بن وهب عن يحيى بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الجبلي عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ثلاث من حافظ عليها فهو ولي الله حقا، ومن اختانهن فهو عدو الله حقا، الصلاة والصوم والغسل من الجنابة).
" * (فما له) *): يعني الإنسان الكافر " * (من قوة) *) تمنعه " * (ولا ناصر) *): ينصره " * (والسماء ذات الرجع) *) أي ترجع بالغيث وأرزاق العباد كل عام، لولا ذلك لهلكوا وهلكت معايشهم، وقال ابن عباس: هو السحاب فيه المطر.
وأخبرنا ابن عبدوس قال: أخبرنا ابن محفوظ قال: حدثنا عبد الله بن هاشم قال: حدثنا
(١٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 ... » »»