فعجب أبو طالب، فأنزل الله سبحانه وتعالى " * (والسماء والطارق) *)، والمعنى: يعني النجم يظهر ليلا ويخفى نهارا، أوكل ما جاء ليلا فقد طرق.
ومنه حديث نهي النبي صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله وقال: (تستعد المغيبة وتمتشط الشعثة)، وقالت هند بنت عتبة يوم أحد:
نحن بنات طارق نمشي على النمارق تريد أن أبانا نجم في شرفه وعلوه.
وأنشدنا أبو القاسم المفسر قال: أنشدني أبو الحسن محمد بن محمد بن الحسن قال: أنشدني أبو عبد الله محمد بن الرومي قال:
يا راقد الليل مسرورا بأوله إن الحوادث قد يطرقن أسحارا لا تفرحن بليل طاب أوله فرب آخر ليل أجج النارا " * (وما أدرياك ما الطارق) *) ثم فسره فقال عز من قائل: " * (النجم الثاقب) *) أي المضيء المنير، يقول العرب: أثقب نارك أي أضئها. مجاهد: المتوهج، عطا: الثاقب الذي يرمي به الشياطين فيثقبهم: قال ابن زيد: كانت العرب تسمي الثريا النجم، وقيل: هو زحل سمي بذلك لإرتفاعه، وتقول العرب للطائر إذا لحق ببطن السماء ارتفاعا: قد ثقب.
وروى أبو الحوراء عن ابن عباس قال: الطارق: نجم في السماء السابعة لا يسكنها غيره من النجوم، فإذا أخذت النجوم أمكنتها من السماء هبط فكان معها ثم رجع إلى مكانه من السماء السابعة، وهو زحل فهو طارق حين ينزل وطارق حين يصعد.
" * (إن كل نفس) *) جواب القسم " * (لما عليها حافظ) *) قرأ الحسن وأبو جعفر وابن عامر وعاصم وحمزة " * (لما) *) بتشديد الميم، يعنون ما كل نفس إلا عليها حافظ، وهي لغة هذيل يقولون: يسديك الله لما قمت، يعنون: إلا قمت، وقرأ الآخرون: بالتخفيف جعلوا (ما) صلة مجازه: إن كل نفس لعليها حافظ.
أخبرنا محمد بن نعيم قال: أخبرنا الحسن بن أيوب قال: أخبرنا علي بن عبد العزيز قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا معاذ عن ابن عون قال: قرأت عند ابن سيرين: (إن كل نفس لما) فأنكره وقال: سبحان الله سبحان الله فتأويل الآية كل نفس عليها حافظ من ربها يحفظ عملها ويحصي عليها ما يكتسب من خير وشر