تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١٠ - الصفحة ١٧٥
" * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار وذلك الفوز الكبير) *) واختلف العلماء في جواب القسم فقال بعضهم: جوابه " * (قتل أصحاب الأخدود) *) وفيه إضمار يعني لقد قتل، وقيل: فيه تقديم وتأخير تقديره: * (قتل أصحاب الأخدود) * * (والسماء ذات البروج) *).
وقال قتادة: جوابه قوله: " * (إن بطش ربك لشديد) *) أي أخذه بالعذاب والانتقام.
" * (إنه هو يبدىء ويعيد) *): يعني الخلق عن أكثر العلماء، وروى عطية العوفي عن ابن عباس: يبديء العذاب في الدنيا للكفار ثم يعيد عليهم العذاب في الآخرة.
" * (وهو الغفور الودود) *): قال ابن عباس: التودد إلى أوليائه بالمغفرة. علي عنه: الحبيب، مجاهد: الواد، ابن زيد: الرحيم، وقيل: بمعنى المودود كالحلوب والركوب، وقيل: معناه يغفر ويود أن يغفر.
" * (ذو العرش المجيد) *): السرير العظيم وقال: ابن عباس وقتادة: الكريم، واختلف القراء فيه فقرأ يحيى وحمزة والكسائي وخلف بجر الدال على نعت العرش. غيرهم بالرفع على صفة الغفور.
" * (فعال لما يريد، هل أتاك حديث الجنود) *)، خبر الجموع الهالكة ثم بين من هم فقال: " * (فرعون وثمود بل الذين كفروا) *)، من قومك يا محمد. " * (في تكذيب) *): [واستجاب للتعذيب) كدأب من قبلهم، " * (والله من ورائهم محيط) *) عالم بهم لا يخفى عليه شيء من أحوالهم " * (بل هو قرآن مجيد) *) كريم شريف كثير الخير وليس كما زعم المشركون، وقال عبد العزيز بن يحيى: مجيد يعني غير مخلوق، وقرأ ابن السميقع: بل هو قرآن مجيد بالإضافة، أي قرآن رب مجيد.
" * (في لوح محفوظ) *).
قرأ يحيى بن يعمر: في لوح بضم اللام، أي إنه بلوح وهو ذو نور وعلو وشرف.
وقرأ الآخرون: بفتح اللام لوح محفوظ. قرأ نافع وابن مخيضر: بضم الظاء على نعت القرآن، وقرأ الباقون: بالكسر على نعت اللوح.
أخبرني ابن فنجويه قال: حدثنا مخلد قال: حدثنا ابن خلويه قال: حدثنا إسماعيل قال: حدثنا إسحاق بن بشر، قال: أخبرني مقاتل وابن جريج عن مجاهد عن ابن عباس قال: إن في صدر اللوح لا إله إلا الله وحده، ودينه الإسلام ومحمد عبده ورسوله، فمن آمن بالله عز وجل وصدق بوعده واتبع رسله أدخله الجنة. قال: فاللوح لوح من درة بيضاء طويلة طوله ما بين
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 ... » »»