تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١٠ - الصفحة ١٧١
أتوعدني كأنك ذو رعين بأنعم عيشه أو ذو نواس وكائن كان قبلك من نعيم وملك ثابت في الناس راس قديم عهده من عهد عاد عظيم قاهر الجبروت قاس أزال الدهر ملكهم فأضحى ينقل في أناس من أناس قال الكلبي: وذو نواس هو الذي قتل عبد الله بن التامر وقد مضت القصة في الحديث المرفوع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومما يزيده وضوحا ما روى عطاء عن ابن عباس إنه قال: كان بنجران ملك من ملوك حمير يقال له يوسف ذو نواس بن شراحبيل بن شراحيل في الفترة قبل مولد النبي صلى الله عليه وسلم بتسعين سنة.
عبد الله بن يوسف قال: حدثنا عمر بن محمد بن بحير قال: حدثنا عبد الحميد بن حميد الكشي، عن الحسن بن موسى قال: حدثنا يعقوب بن عبد الله القمي قال: حدثنا جعفر بن أبي المغيرة عن ابن (ابري) قال: لما هزم المسلمون أهل أسفندهان انصرفوا فجاءهم يعني عمر فاجتمعوا، فقالوا: أي شيء تجري على المجوس من الأحكام فأنهم ليسوا بأهل كتاب وليسوا من مشركي العرب، فقال: علي بن أبي طالب: بل هم أهل الكتاب وكانوا متمسكين بكتابهم وكانت الخمر قد أحلت لهم فتناولها ملك من ملوكهم فغلبته على عقله فتناول أخته فوقع عليها فلما ذهب عنه السكر ندم وقال لها: ويحك ما هذا الذي أتيت وما المخرج منه؟.
قالت: المخرج منه أن تخطب الناس، فتقول: يا أيها الناس إن الله أحل نكاح الأخوات فإذا ذهب (هذا) في الناس وتناسوه خطبتهم فحرمته، فقام خطيبا، فقال: يا أيها الناس إن الله أحل نكاح الأخوات فقال الناس جماعتهم: معاذ الله أن نؤمن بهذا أو نقر به ما جاءنا به نبي ولا أنزل علينا في كتاب فرجع إلى صاحبته فقال: ويحك إن الناس قد أبوا علي قالت: إذا أبوا عليك فأبسط فيهم السوط قال: فبسط فيهم السوط، فأبى الناس أن يقروا فرجع إليها فقال: قد بسطت فيهم السوط فأبوا أن يقروا قالت: فجرد فيهم السيف، قال: فجرد فيهم السيف فأبوا أن يقروا، وقال لها: ويحك إن الناس قد أبوا أن يقروا، قالت: خد لهم أخدودا ثم أوقد فيها النيران ثم اعرض عليها أهل مملكتك فمن تابعك فخل عنه ومن أبى فأقذفه في النار، فخد لهم أخدودا فأوقد فيها النيران وعرض أهل مملكته على ذلك فمن أبى قذف في النار ومن أجاب خلى سبيله، فأنزل سبحانه فيهم: " * (قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود) *) إلى قوله: " * (عذاب الحريق) *).
(١٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 ... » »»