تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١٠ - الصفحة ١٧٢
وقال الضحاك: أصحاب الأخدود من بني إسرائيل أخذوا رجالا ونساءا فخد لهم أخدودا ثم أوقد فيها النيران فأقاموا المؤمنين عليها، فقال تكفرون أو نقذفكم في النار، ويزعمون أنه دانيال وأصحابه، وهذه رواية العوفي عن ابن عباس.
وأخبرنا عبد الله بن حامد قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن يوسف، قال: حدثنا عمر بن محمد بن بحير، قال: حدثنا عبد بن حميد، عن يونس، عن شيبان عن قتادة في قوله سبحانه: " * (قتل أصحاب الأخدود) *) قال: حدثنا أن علي بن أبي طالب كان يقول: هم أناس كانوا بمدراع اليمن اقتتل مؤمنوهم وكفارهم فظهر مؤمنوهم على كفارهم ثم اقتتلوا الثانية فظهر مؤمنوهم على كفارهم ثم أخذ بعضهم على بعض عهودا ومواثيق لا يغدر بعضهم ببعض، فغدر بهم كفارهم فأخذوهم ثم أن رجلا من المؤمنين قال لهم: هل لكم إلى (خير) توقدون نارا ثم تعرضوننا عليه، فمن تابعكم على دينكم فذلك الذي تشتهون ومن لا اقتحم النار فاسترحتم منه قال: فأججوا نارا وعرضوهم عليها فجعلوا يقتحمونها حتى بقيت عجوز فكأنها تلكأت، فقال لها طفل في حجرها: أمضي ولا تنافقي فقص الله عليهم نبأهم وحديثهم.
وأخبرنا عبد الله بن حامد قال: أخبرنا أبو محمد المزني قال: حدثنا مطين قال: حدثنا عثمان قال: حدثنا معاوية بن هشام، عن شريك عن جابر عن أبي طفيل، عن علي قال: كان أصحاب الأخدود نبيهم حبشي، قال علي: بعث نبي من الحبشة إلى قومه، ثم قرأ علي: " * (ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك) *)، فدعاهم النبي فتابعه أناس فقاتلهم فقتل أصحابه وأخذ فأوثق فأفلت منهم، فخد أخدودا فملأها نارا فمن تبع النبي رمي فيها ومن تابعهم تركوه فجاءوا بامرأة معها صبي رضيع فجزعت فقال: يا أماه مري ولا تنافقي.) وبه عن مطين قال: حدثنا أبو موسى وقال: وكان في بلاده غلام يقال له عبد الله بن تأمر وكان أبوه سلمه إلى معلم يعلمه السحر فكره الغلام ذلك ولم يجد بدا من طاعة أبيه فجعل يختلف إلى المعلم، وكان في طريقه راهب حسن القراءة حسن الصوت فأعجبه ذلك وكان يأتي المعلم آخر الغلمان ويضربه المعلم ويقول: من الذي حبسك وإذا انقلب إلى أبيه دخل على الراهب فضربه أبوه ويقول: لما أبطأت، فشكى الغلام ذلك إلى الراهب فقال له الراهب: إذا أتيت المعلم فقل حبسني أبي وإذا أتيت أباك فقل: حبسني المعلم، وكان في تلك البلاد حية
(١٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 ... » »»