تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١٠ - الصفحة ٧
علينا نصر المؤمنين) *)، جعفر الصادق: هو نهر في الجنة.
" * (والقلم) *) وهو الذي كتب به الذكر، وهو قلم من نور ما بين السماء والأرض ويقال: لما خلق الله تعالى القلم وهو أول ما خلقه نظر إليه فانشق نصفين، ثم قال: اجر، فقال: يا رب بم أجري، فقال: بما هو كائن إلى يوم القيامة، فجرى على اللوح المحفوظ بذلك.
قال عطا: سألت الوليد بن عبادة بن الصامت، كيف كانت وصية أبيك حين حضره الموت؟ قال: دعاني فقال: أي بني اتق الله واعلم أنك لن تتقي الله ولن تبلغ العلم حتى تؤمن بالله وحده والقدر خيره وشره، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن أول ما خلق الله القلم فقال له: اكتب، فقال: يا رب وما أكتب؟ فقال: اكتب العلم وقال: فجرى القلم في تلك الساعة وما هو كائن إلى الأبد).
وحكي أن ابن الزيات دخل على بعض الخلفاء فوجده مغموما، وقال له: روح عني يا بن الزيات، فأنشأ يقول:
اللهم فضل والقضاء غالب وكان الخط في اللوح انتظر الروح وأسبابه أيئس ما كنت في الروح وهل أراد بالقلم الخط والكتابة الذي امنن الله تعالى على عباده بتعليمه إياهم؟ ذلك كما قال: " * (علم بالقلم) *).
وقد أكثر الحكماء والبلغاء في وصف القلم ونفعه فلم أراد إخلال هذا الكتاب عن تدبر فصوصه؟
فقال ابن هيثم: من جلالة القلم أنه لم يكتب لله تعالى كتاب إلا به لذلك أقسم الله تعالى به. وقيل: الأقلام مطايا الفطن ورسل الكرام.
وقيل: القلم الظلم الأكبر. وقيل: البيان اثنان: بيان لسان وبيان بنان، وفضل بيان البنان أن ما تثبته الأقلام باق على الأيام، وبيان اللسان تدرسه الأعوام.
وقال بعض الحكماء: قوام أمور الدين والدنيا شيئان: القلم والسيف، والسيف تحت العلم وفيه يقول شاعرهم
(٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»