تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٩ - الصفحة ٨٠
وقد أخبرني ابن منجويه، قال: حدثنا ابن شنبه، قال: حدثنا أحمد بن الحسين بن عبد الجبار الصوفي قال: حدثنا أبو نصر التمار، قال: حدثنا كوثر، عن نافع، عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يا عبد الله هل تدري كيف حكم الله سبحانه فيمن بغى من هذه الأمة؟).
قال: الله ورسوله أعلم. قال: (لا يجهز على جريحها، ولا يقتل أسيرها، ولا يطلب هاربها، ولا يقسم فيئها). وسئل محمد بن كعب القرظي عن هاتين الآيتين، فقال: جعل النبي صلى الله عليه وسلم أجر المصلح بين الناس، كأجر المجاهد عند الناس، وقال بكر بن عبد الله: امش ميلا، وعد مريضا، امش ميلين، وأصلح بين اثنين، امش ثلاثة أميال، وزر أخاك في الله.
2 (* (ياأيها الذين ءامنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نسآء من نسآء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان ومن لم يتب فأولائك هم الظالمون * ياأيها الذين ءامنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم) *) 2 " * (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم) *) الآية، قال ابن عباس: نزلت في ثابت بن قيس، وذلك أنه كان في إذنه وقر، فكان إذا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سبقوه بالمجلس، أوسعوا له حتى يجلس إلى جنبه، فيسمع ما يقول، فأقبل ذات يوم، وقد فاته من صلاة الفجر ركعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم من الصلاة أخذ أصحابه مجالسهم (منه، فربض) كل رجل بمجلسه، فلا يكاد يوسع أحد لأحد، فكان الرجل إذا جاء، فلم يجد مجلسا، قام قائما، كما هو، فلما فرغ ثابت من الصلاة، وقام منها، أقبل نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يتخطى رقاب الناس، ويقول: تفسحوا تفسحوا، فجعلوا يتفسحون له حتى انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبينه وبينه رجل.
فقال له: تفسح. فقال له الرجل: قد أصبت مجلسا، فاجلس، فجلس ثابت من خلفه مغضبا، فلما أبينت الظلمة، غمز ثابت الرجل، وقال: من هذا؟ قال: أنا فلان. فقال له ثابت: ابن فلانة. ذكر أما له كان يعير بها في الجاهلية. فنكس الرجل رأسه واستحيى، فأنزل الله عز وجل هذه الآية.
وقال الضحاك: نزلت في وفد تميم الذين ذكرناهم في صدر السورة، استهزءوا بفقراء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل عمار، وخباب، وبلال، وصهيب، وسلمان، وسالم مولى أبي حذيفة، لما رأوا من رثاثة حالهم، فأنزل الله سبحانه في الذين آمنوا منهم " * (يا أيها الذين آمنوا لا
(٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 ... » »»