تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٩ - الصفحة ٢٥١
أخبرنا أبو عبد الله بن فنجويه قال: حدثنا أبو بكر بن مالك قال: حدثنا عبد الله بن أحمد ابن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الرحمن بن سفيان، عن صالح، عن الشعبي، عن أبي بردة، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من كانت له أمة فعلمها فأحسن تعليمها، وأدبها فأحسن تأديبها، وأعتقها وتزوجها فله أجران، وعبد أدى حق الله وحق مواليه، ورجل من أهل الكتاب آمن بما جاء به موسى أو ما جاء به عيسى وما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فله أجران).
وقال قتادة: حسد أهل الكتاب المسلمين، فأنزل الله سبحانه هذه الآية.
وقال مجاهد: قالت اليهود: يوشك أن يخرج منا نبي يقطع الأيدي والأرجل، فلما خرج من العرب كفروا، فأنزل الله سبحانه " * (لئلا يعلم أهل الكتاب) *) أي ليعلم " * (لا) *) صلة " * (أن لا يقدرون) *) يعني أنهم لا يقدرون، كقوله: " * (ألا يرجع إليهم قولا) *) وأنشد الفراء:
إني كفيتك ما تو ثق إن نجوت إلى الصباح وسلمت من عرض الجنو ن من الغدو إلى الرواح إن تهبطن بلاد قو مي يرتعون من الطلاح أي: إنك تهبطن.
" * (على شيء من فضل الله) *) الآية.
أخبرني ابن فنجويه قال: حدثني أبو بكر بن خرجة قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال: حدثنا الحسن بن السكن البغدادي، قال: حدثنا أبو زيد النحوي، عن قيس بن الربيع عن الأعمش، عن عطية، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله عز وجل قسم الأجر وقسم العمل، فقيل لليهود: اعملوا، فعملوا إلى نصف النهار، فقيل: لكم نصف قيراط. وقيل للنصارى: اعملوا، فعملوا من نصف النهار إلى العصر، فقيل: لكم قيراط. وقيل للمسلمين: اعملوا، فعملوا من صلاة العصر إلى غروب الشمس بقيراطين. فتكلم اليهود والنصارى في ذلك، فأنزل الله سبحانه: " * (لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله وإن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم) *)).
(٢٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 ... » »»