تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٩ - الصفحة ١٥٠
قال أبو خالد: بلغني أن ذا الكلاع أعتق اثنتي عشر ألف بنت.
" * (هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض) *) أي خلق أباكم من التراب " * (وإذ أنتم أجنة) *) جمع جنين، وهو الولد ما دام في البطن، سمي جنينا لاجتنانه أي استتاره.
روى مسروق عن عائشة خ قالت: كانت اليهود إذا هلك لهم صديق قالوا: هو صديق. فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وقال: (كذبوا ما من نسمة يخلقها الله سبحانه في بطن أمها إلا شقي أو سعيد) فأنزل الله سبحانه * (هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة) * * (في بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم) *) قال ابن عباس: لا تمدحوها. مجاهد وزيد بن أسلم: فلا تبرئوها، وقال الكلبي ومقاتل: كان أناس يعملون أعمالا خبيثة ثم يقولون: صلاتنا وصيامنا وحجنا. فأنزل الله سبحانه هذه، وقال النبي صلى الله عليه وسلم (إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب.
" * (هو أعلم بمن أتقى) *) الشرك فآمن، وقال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: يعني عمل حسنة وارعوى عن سيئة، وقال الحسن: أخلص العمل لله.
(* (أفرأيت الذى تولى * وأعطى قليلا وأكدى * أعنده علم الغيب فهو يرى * أم لم ينبأ بما فى صحف موسى * وإبراهيم الذى وفى * ألا تزر وازرة وزر أخرى * وأن ليس للإنسان إلا ما سعى * وأن سعيه سوف يرى * ثم يجزاه الجزآء الأوفى * وأن إلى ربك المنتهى * وأنه هو أضحك وأبكى * وأنه هو أمات وأحيا) *) 2 " * (أفرأيت الذي تولى) *)... الآيات، قال ابن عباس والسدي والكلبي والمسيب بن شريك: نزلت في عثمان بن عفان رضوان الله عليه كان يتصدق وينفق في الخير، فقال له أخوه من الرضاعة عبد الله بن أبي سرح: ما هذا الذي تصنع؟ يوشك أن لا يبقى لك شيء. فقال عثمان: إن لي ذنوبا وخطايا، وإني أطلب بما أصنع رضا الله وأرجو عفوه. فقال له عبد الله: أعطني ناقتك برحلها وأنا أتحمل عنك ذنوبك كلها، فأعطاه وأشهد عليه وأمسك عن بعض ما كان يصنع من الصدقة والنفقة فأنزل الله سبحانه " * (أفرأيت الذي تولى) *) يعني يوم أحد حين نزل ترك المركز.
" * (وأعطى) *) يعني صاحبه " * (قليلا وأكدى) *) ثم قطع نفقته فعاد عثمان ح إلى أحسن ذلك وأجمله
(١٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 ... » »»