تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٨ - الصفحة ٤٣
من بني الحرث بن تيم الله يقال له: (مجمع)، قال: دخلت مع أمي على عائشة، فسألتها أمي، فقالت: أرأيت خروجك يوم الجمل؟ قالت: إنه كان قدرا من الله سبحانه، فسألتها عن علي، فقالت: تسأليني عن أحب الناس كان إلى رسول الله صلى الله عليه، وزوج أحب الناس كان إلى رسول الله، لقد رأيت عليا وفاطمة وحسنا وحسينا جمع رسول الله صلى الله عليه بثوب عليهم ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
قالت: فقلت: يا رسول الله أنا من أهلك؟ قال: تنحي فإنك إلى خير.
وأخبرني الحسين بن محمد عن أبي حبيش المقرئ قال: أخبرني أبو القاسم المقرئ قال: أخبرني أبو زرعة، حدثني عبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة، أخبرني ابن أبي فديك حدثني ابن أبي مليكة عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر الطيار عن أبيه، قال: لما نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرحمة هابطة من السماء قال: من يدعو؟ مرتين، فقالت زينب: أنا يا رسول الله، فقال: أدعي لي عليا وفاطمة والحسن والحسين. قال: فجعل حسنا عن يمناه وحسينا عن يسراه وعليا وفاطمة وجاهه ثم غشاهم كساء خيبريا. ثم قال: اللهم لكل نبي أهل، وهؤلاء أهلي، فأنزل الله عز وجل: " * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) *) الآية.
فقالت زينب: يا رسول الله ألا أدخل معكم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه: (مكانك فإنك إلى خير إن شاء الله).
وأخبرني الحسين بن محمد عن عمر بن الخطاب عن عبد الله بن الفضل قال: أخبرني أبو بكر بن أبي شيبة عن محمد بن مصعب عن الأوزاعي، عن عبد الله بن أبي عمار قال: دخلت على وائلة بن الأسقع وعنده قوم فذكروا عليا فشتموه فشتمته، فلما قاموا قال لي: أشتمت هذا الرجل؟ قلت: قد رأيت القوم قد شتموه فشتمته معهم.
فقال: ألا أخبرك ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه؟ قلت: بلى، قال: أتيت فاطمة أسألها عن علي فقالت: توجه إلى رسول الله صلى الله عليه فجلست فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه علي والحسن والحسين كل واحد منهما آخذ بيده حتى دخل، فأدنى عليا وفاطمة فأجلسهما بين يديه وأجلس حسنا وحسينا كل واحد منهما على فخذه، ثم لف عليهم ثوبه أو قال كساءه، ثم تلا هذه الآية: " * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) *) ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وأهل بيتي أحق.
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»