تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٨ - الصفحة ٢٨٦
" * (بشيرا ونذيرا) *) نعتان للقرآن " * (فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون) *) أي لا يسمعونه ولا يصغون إليه " * (وقالوا) *) يعني مشركي مكة " * (قلوبنا في أكنة) *) أغطية " * (مما تدعونا إليه) *) فلا نفقه ما يقول، قال مجاهد: كالجعبة للنبل " * (وفي آذاننا وقر) *) فلا نسمع ما يقول، وإنما قالوا ذلك ليؤيسئوه من قبولهم لدينه وهو على التمثيل. " * (ومن بيننا وبينك حجاب) *) خلاف في الدين، فجعل خلافهم ذلك ساترا وحاجزا لا يجتمعون ولا يوافقون من أجله ولا يرى بعضهم بعضا. " * (فاعمل) *) بما يقتضيه دينك. " * (إننا عاملون) *) بما يقتضيه ديننا. قال مقاتل: فأعبد أنت إلهك، وإنا عابدون آلهتنا.
" * (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد) *) قال الحسن: علمه الله التواضع " * (فاستقيموا إليه) *) وجهوا وجوهكم إليه بالطاعة والإخلاص " * (واستغفروه) *) من ذنوبكم التي سلفت. " * (وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة) *) قال ابن عباس: لا يشهدون لا إله إلا الله وهي زكاة الأنفس، وقال الحسن وقتادة: لا يقرون بالزكاة ولا يؤمنون بها، ولا يرون إيتاءها واجبا، وقال الضحاك ومقاتل: لا يتصدقون ولا ينفقون في الطاعة.
وكان يقال: الزكاة قنطرة الإسلام، فمن قطعها نجا ومن تخلف عنها هلك، وقد كان أهل الردة بعد النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: أما الصلاة فنصلي، وأما الزكاة فوالله لا تغصب أموالنا.
وقال أبو بكر (ح): والله لا أفرق بين شيء جمع الله تعالى بينه والله لو منعوني عقالا مما فرض الله ورسوله لقاتلتهم عليه.
وقال مجاهد والربيع: يعني لا يزكون أعمالهم، وقال الفراء: هو أن قريشا كانت تطعم الحاج، فحرموا ذلك على من آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم " * (وهم بالآخرة هم كافرون إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون) *) قال ابن عباس: غير مقطوع. مقاتل: غير منقوص، ومنه المنون لأنه ينقص منه الإنسان أي قوته. مجاهد: غير محسوب، وقيل: غير ممنون به. قال السدي: نزلت هذه الآية في المرضى والزمنى والهرمى إذا عجزوا عن الطاعة يكتب لهم الأجر كأصح ما كانوا يعلمون فيه.
" * (قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين) *) الأحد والأثنين. " * (وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها) *) أي في الأرض بما خلق فيها من المنافع، قال السدي: أنبت شجرها. " * (وقدر فيها أقواتها) *) قال الحسن والسدي: يعني أرزاق أهلها ومعايشهم وما يصلحهم، وقال مجاهد وقتادة: وخلق فيها بحارها، وأنهارها، وأشجارها، ودوابها في يوم الثلاثاء ويوم الأربعاء، روى ابن نجيح عن مجاهد، قال: هو المطر
(٢٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 ... » »»