تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٨ - الصفحة ٢٧٥
وقرأ ابن عباس والضحاك: بتشديد الدال، على معنى يوم التنافر، وذلك إذا ندوا في الأرض كما تند الإبل إذا شردت على أربابها.
قال الضحاك: وذلك إذا سمعوا زفير النار ندوا هرابا، فلا يأتون قطرا من الأقطار إلا وجدوا ملائكة صفوفا، فيرجعون إلى المكان الذي كانوا فيه، فذلك قوله: " * (يوم التناد) *) وقوله تعالى: " * (يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا) *) * (والملك على أرجائها) * * (يوم تولون مدبرين) *) أي منصرفين عن موقف الحساب إلى النار.
وقال مجاهد: يعني فارين غير معجزين.
" * (ما لكم من الله من عاصم) *) ناصر يمنعكم من عذابه " * (ومن يضلل الله فما له من هاد ولقد جاءكم يوسف) *) بن يعقوب (عليه السلام) * * (من قبل بالبينات) *) أي من قبل موسى بالبينات.
قال وهب: إن فرعون موسى هو فرعون يوسف، عمر إلى زمن موسى. وقال الباقون: هو غيره.
" * (فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا كذلك يضل الله من هو مسرف) *) مشرك " * (مرتاب) *) شاك " * (الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم كبر مقتا) *) أي كبر ذلك الجدال مقتا كقوله: " * (كبر مقتا عند الله أن تقولوا) *) و " * (كبرت كلمة) *) * * (عند الله وعند الذين آمنوا كذلك يطبع الله) *) يختم الله بالكفر " * (على كل قلب متكبر جبار) *).
وقرأ أبو عمرو وابن عامر: (قلب) منونا.
وقرأ الآخرون: بالإضافة.
(واختاره أبو حاتم وأبو عبيد)، وفي قراءة ابن مسعود: (على قلب كل متكبر جبار).
" * (وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا) *) قصرا. والصرح البناء الظاهر الذي لا يخفى على الناظر وإن بعد، وأصله من التصريح وهو الإظهار
(٢٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 ... » »»