تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٨ - الصفحة ٢٨٨
تقدير العزيز العليم * فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود * إذ جآءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ألا تعبدوا إلا الله قالوا لو شآء ربنا لانزل ملائكة فإنا بمآ أرسلتم به كافرون * فأما عاد فاستكبروا فى الارض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذى خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بئاياتنا يجحدون * فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا فىأيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزى فى الحيواة الدنيا ولعذاب الاخرة أخزى وهم لا ينصرون * وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون * ونجينا الذين ءامنوا وكانوا يتقون * ويوم يحشر أعدآء الله إلى النار فهم يوزعون * حتى إذا ما جآءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون) *) 2 " * (فقضاهن سبع سماوات في يومين) *) أي أتمهن وفرغ من خلقهن " * (وأوحى في كل سماء أمرها) *) قال قتادة والسدي: يعني خلق فيها شمسها وقمرها ونجومها، وخلق في كل سماء خلقها من الملائكة والخلق الذي فيها من البحار وجبال البرد، وما لا يعلم، وقيل: معناه وأوحى إلى أهل كل سماء من الأمر والنهي ما أراد.
" * (وزينا السماء الدنيا بمصابيح) *) كواكب. " * (وحفظا) *) لها من الشياطين الذين يسترقون السمع، ونصب حفظها على المعنى، كأنه قال: جعلها زينة وحفظا، وقيل: معناه وحفظا زيناها على توهم سقوط الواو أي وزينا السماء الدنيا بمصابيح حفظا لها، وقيل: معناه وحفظها حفظا.
" * (ذلك تقدير العزيز العليم فإن أعرضوا) *) يعني هؤلاء المشركين، " * (فقل أنذرتكم) *) خوفتكم. " * (صاعقة) *) وقيعة وعقوبة " * (مثل صاعقة عاد وثمود إذ جاءتهم) *) يعني عادا وثمودا " * (الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم) *) يعني قبلهم وبعدهم.
وأراد بقوله: " * (من بين أيديهم) *) الرسل الذين أرسلوا إلى آباءهم من قبلهم ومن خلفهم، يعني من بعد الرسل الذين أرسلوا إلى آباءهم، وهو الرسول الذي أرسل إليهم، هود وصالح (عليهما السلام)، والكناية في قوله: " * (من بين أيديهم) *) راجعة إلى عاد وثمود، وفي قوله تعالى: " * (ومن خلفهم) *)، راجعة إلى الرسل.
" * (ألا تعبدوا إلا الله قالوا لو شاء ربنا لأنزل ملائكة) *) بدل هؤلاء الرسل ملائكة. " * (فإنا بما أرسلتم به كافرون) *).
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن حامد بن محمد الأصبهاني، قرأه عليه في شوال سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة، حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العبيدي، حدثنا أحمد بن نجدة بن العريان، حدثنا الجماني حدثنا ابن فضيل، عن الأجلح من الذيال بن حرملة، عن جابر بن عبد الله، قال
(٢٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 ... » »»