تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٧ - الصفحة ٤٧
مثل أين وكيف، وقيل: لأنهما أداتان فصارتا مثل خمسة عشر وبعلبك ونحوهما.
وقال الفراء: نصبهما كنصب قولهم ثمث وربت، ومن رفعه جعله مثل منذ وقط وحيث، ومن كسره جعله مثل أمس وهؤلاء. قال الشاعر:
تذكرت أياما مضين من الصبا وهيهات هيهات إليك رجوعها وقال آخر:
لقد باعدت أم الحمارس دارها وهيهات من أم الحمارس هيهاتا واختلفوا في الوقف عليها، فكان الكسائي يقف عليها بالهاء، والفراء بالتاء، وإنما أدخلت اللام مع هيهات في الاسم لأنها أداة غير مشتقة من فعل فأدخلوا معها في الاسم اللام كما أدخلوها مع هلم لك.
" * (إن هي) *) يعنون الدنيا " * (إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا) *) يموت الآباء ويحيى الأبناء " * (وما نحن بمبعوثين إن هو) *) يعنون الرسول " * (إلا رجل افترى على الله كذبا وما نحن له بمؤمنين قال رب انصرني بما كذبون قال عما قليل) *) عن قليل، وما صلة " * (ليصبحن نادمين) *) على كفرهم " * (فأخذتهم الصيحة) *) يعني صيحة العذاب " * (بالحق فجعلناهم غثاء) *) وهو ما يحمله السيل " * (فبعدا للقوم الظالمين ثم أنشأنا من بعدهم قرونا آخرين) *) والقرن أهل العصر، سموا بذلك لمقارنة بعضهم ببعض.
" * (ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون) *) ومن صلة.
" * (ثم أرسلنا رسلنا تترا) *) مترادفين يتبع بعضهم بعضا، وقرأ أبو جعفر وابن كثير وأبو عمرو تترى بالتنوين على توهم أن الياء أصلية، كما قيل: معزي بالياء ومعزى وبهمي وبهما فأجريت أحيانا وترك اجراؤها أحيانا، فمن نون وقف عليها بالألف، ومن لم ينون وقف عليها بالياء، ويقال: إنها ليست بياء ولكن ألف ممالة، وقرأه العامة بغير تنوين مثل غضبى وسكرى، وهو اسم جمع مثل شتى، وأصله: وترى من المواترة والتواتر، فجعلت الواو تاء مثل التقوى والتكلان ونحوهما.
" * (كلما جاء أمة رسولها كذبوه فاتبعنا بعضهم بعضا) *) بالهلاك أي أهلكنا بعضهم في أثر بعض.
" * (وجعلناهم أحاديث) *) أي مثلا يتحدث بهم الناس، وهي جمع أحدوثة، ويجوز أن يكون جمع حديث، قال الأخفش: إنما يقال هذا في الشر، فأما في الخير فلايقال: جعلتهم أحاديث وأحدوثة وإنما يقال: صار فلان حديثا.
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»