تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٧ - الصفحة ٢٩٤
وجل: " * (ألم غلبت الروم في أدنى الأرض) *) يعني أدنى الأرض من أرض الشام إلى أرض فارس وهي أذرعات.
قال ابن عباس: طرف الشام. مجاهد: أرض الجزيرة. مقاتل: الأردن وفلسطين، عكرمة: أذرعات وكسكر. مقاتل بن حبان: هي ريف الشام.
" * (وهم من بعد غلبهم) *) أي غلبتهم فحذفت التاء منه كما حذفت من قوله: " * (وإقام الصلوة) *) وانما هو إقامته.
وقرأ أبو حيوة الشامي (غلبهم) بسكون اللام وهما لغتان مثل الطعن والطعن.
" * (سيغلبون) *) فارس " * (في بضع سنين) *) وقرأ عبد الله بن عمرو وأبو سعيد الخدري والحسن وعيسى بن عمر " * (غلبت) *) بفتح الغين واللام " * (سيغلبون) *) بضم الواو وفتح اللام.
قالوا: نزلت هذه الآية حين أخبر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم عن غلبة الروم فارس، ومعنى الآية: ألم غلبت الروم فارس في أدنى الأرض إليكم. وقرأ سعيد بن جبير وطلحة بن مصرف في أداني الأرض بالجمع " * (وهم من بعد غلبهم) *) سيغلبهم المسلمون. " * (في بضع سنين) *) وعند انقضاء هذه المدة أخذ المسلمون في جهاد الروم.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن حمدويه، عن الحسين بن الحسن بن أيوب، عن علي بن عبد العزيز قال: أخبرني أبو عبيد عن حماد بن خالد الخياط عن معاوية بن صالح عن مرتد بن سمي قال: سمعت أبا الدرداء يقول: سيجيء قوم يقرأون: " * (ألم غلبت الروم) *) وإنما هي " * (غلبت الروم) *). قال أبو عبيد بضم الغين يعني الأخيرة.
قوله: " * (لله الأمر من قبل ومن بعد) *) يعني من قبل دولة الروم على فارس ومن بعد وهما مرفوعان على الغاية. " * (ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله) *) الروم لأنهم أهل كتاب، وبنصر الله المؤمنين على الكافرين " * (ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم) *).
أخبرني الحسين بن محمد بن فنجويه عن عبد الله بن محمد بن شنبه، عن علي بن محمد ابن هامان، عن علي بن محمد الطنافسي عن النعمان بن محمد عن أبي إسحاق الفزاري، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (فارس نطحة أو نطحتان) ثم قال: (لا فارس بعدها أبدا، والروم ذات القرون أصحاب بحر وصخر، كلما ذهب قرن خلف قرن، هيهات إلى آخر الأبد).
(٢٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 ... » »»