تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٧ - الصفحة ٢١١
مد عينيك حتى ينتهي طرفك قال: فمد سليمان (عليه السلام) عينه فنظر نحو اليمن ودعا آصف، فبعث الله الملائكة فحملوا السرير من تحت الأرض يخدون الأرض خدا حتى انخرقت الأرض بالسرير بين يدي سليمان (عليه السلام).
واختلف العلماء في الدعاء الذي دعا به آصف عند الإتيان بالعرش، فروت عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن اسم الله الأعظم الذي دعا به آصف (يا حي يا قيوم).
وروى عثمان بن مطر عن الزهري قال: دعاء الذي عنده علم من الكتاب (يا إلهنا وإله كل شيء إلها واحدا لا إله إلا أنت ائتني بعرشها) قال: فمثل له بين يديه. وقال مجاهد: يا ذا الجلال والإكرام. وأخبرني ابن فنجويه قال: حدثنا طلحة بن محمد بن جعفر وعبيد الله بن أحمد بن يعقوب قالا: حدثنا أبو بكر بن مجاهد قال: حدثنا إسماعيل عن عبد الله بن إسماعيل عن ابن زيد قال: الذي عنده علم من الكتاب رجل صالح كان في جزيرة من جزائر البحر فخرج ذلك اليوم ينظر من ساكن الأرض؟ وهل يعبد الله عزوجل أم لا يعبد؟ فوجد سليمان (عليه السلام) فدعا باسم من أسماء الله فإذا هو بالعرش حمل فأتى به سليمان من قبل إن يرتد إليه طرفه.
وبه عن مجاهد قال: حدثني البزي وابن حرب قال: حدثنا أبو حذيفة قال: حدثنا شبل قال: زعم ابن أبي بزة أن اسم الذي عنده علم من الكتاب اسطوم، وقال بعضهم: كان رجل من حمير يقال له: ضبة.
وقال قتادة: كان اسمه بليحا، وقال محمد بن المنكدر: إنما هو سليمان أما إن الناس يرون أنه كان معه اسم وليس ذلك كذلك، إنما كان رجل عالم من بني إسرائيل آتاه الله علما وفقها فقال: أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك، قال سليمان (عليه السلام): هات، فقال: أنت النبي ابن النبي وليس أحد أوجه عند الله منك ولا أقدر على حاجته فإن دعوت الله، وطلبت إليه كان عندك.
قال: صدقت ففعل ذلك فجيء بالعرش في الوقت.
وقوله " * (قبل أن يرتد إليك طرفك) *) اختلفوا في معناه فقال سعيد بن جبير: يعني قبل أن يرجع إليك أقصى من تركت، وهو أن يصل إليك من كان منك على مد بصرك. قتادة: قبل أن يأتيك الشخص من مد البصر.
وهب: تمد عينيك فلا ينتهي طرفك إلى مداه حتى أمثله بين يديك.
مجاهد: يعني إدامة النظر حتى يرتد الطرف خاسئا
(٢١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 ... » »»