تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٧ - الصفحة ١٦٦
فأوحى الله سبحانه أن اضرب بعصاك البحر فضربه بعصاه فانفلق، فإذا الرجل واقف على فرسه لم يبتل لبده ولا سرجه.
" * (وأزلفنا ثم الآخرين) *) يعني قوم فرعون يقول قربناهم إلى الهلاك وقدمناهم إلى البحر.
" * (وأنجينا موسى ومن معه أجمعين ثم أغرقنا الآخرين) *) فرعون وقومه " * (إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين) *).
قال مقاتل: لم يؤمن من أهل مصر غير آسية امرأة فرعون وخربيل المؤمن ومريم بنت موساء التي دلت على عظام يوسف.
" * (وإن ربك لهو العزيز الرحيم) *).
2 (* (واتل عليهم نبأ إبراهيم * إذ قال لابيه وقومه ما تعبدون * قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين * قال هل يسمعونكم إذ تدعون * أو ينفعونكم أو يضرون * قالوا بل وجدنآ ءابآءنا كذلك يفعلون * قال أفرءيتم ما كنتم تعبدون * أنتم وءابآؤكم الاقدمون * فإنهم عدو لىإلا رب العالمين * الذى خلقنى فهو يهدين * والذى هو يطعمنى ويسقين * وإذا مرضت فهو يشفين * والذى يميتنى ثم يحيين * والذىأطمع أن يغفر لى خطيئتى يوم الدين * رب هب لى حكما وألحقنى بالصالحين * واجعل لى لسان صدق فى الاخرين * واجعلنى من ورثة جنة النعيم * واغفر لابىإنه كان من الضآلين * ولا تخزنى يوم يبعثون) *) 2 " * (واتل عليهم نبأ إبراهيم إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين) *).
قال بعض العلماء: إنما قالوا: فنظل لأنهم كانوا يعبدونها بالنهار دون الليل.
" * (قال هل يسمعونكم) *) قراءة العامة بفتح الياء أي: هل يسمعون دعاءكم، وقرأ قتادة يسمعونكم بضم الياء " * (إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون) *).
وفي هذه الآية بيان أن الدين إنما يثبت بالحجة وبطلان التقليد فيه.
" * (قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون) *) الأولون " * (فإنهم عدو لي) *) وأنا منهم بريء، وإنما وحد العدو لأن معنى الكلام: فإن كل معبود لكم عدو لي لو عبدتهم يوم القيامة، كما قال الله سبحانه وتعالى " * (كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا) *).
(١٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 ... » »»