تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٦ - الصفحة ٧٥
رهابين في الليل ليوث في النهار، ذلك فضلي أدتيه من أشاء وأنا ذو الفضل العظيم.
فلما فرغ نبيهم شعياء إليهم من مقالته عدوا عليه ليقتلوه فهرب منهم فلقيت شجرة وانفلقت له فدخل فيها (وأدركه الشيطان الشجرة) فأخذ بهدبة من ثوبه فأرآهم إياها فوضعوا المنشار في وسطها فنشروها حتى قطعوعها وقطعوه في وسطها، (فإستخلف الله) على بني إسرائيل بعد قتلهم شعياء رجلا منهم يقال له ناشية بن أموص وبعث لهم الخضر نبيا واسم الخضر ارميا بن حلفيا وكان من سبط هارون بن عمران فأما سمي الخضر لأنه جلس على فروة بيضاء فقام (عنها وهي تهتز) خضراء، فقال الله لارميا حين بعثه نبيا إلى بني إسرائيل: يا أرميا من قبل أن أخلقك إخترتك، ومن قبل أن أصورك في بطن أمك قدستك ومن قبل أن أخرجك من بطن أمك طهرتك، وذكر الحديث بطوله في خطبة أرميا لقومه وفتياه التي أفتى به، ودخول بخت نصر وجنوده بيت المقدس فوطىء الشام كما ذكرنا في سورة البقرة.
فلما رأى ارميا ذلك طار حتى خالط الوحش ودخل بخت نصر وجنوده بيت المقدس فوطىء الشام وقتل بني إسرائيل حتى أفناهم وخرب بيت المقدس، ثم أمر جنوده أن يملأ كل رجل منهم قربته تراب ثم يقذفه في بيت المقدس فقذفوا فيه التراب حتى ملؤه، ثم انصرف راجعا إلى أرض بابل وإحتمل معه سبايا بني إسرائيل وأمرهم أن يجمعوا من كان في بيت المقدس كلهم فجمعوا عنده كل صغير وكبير من بني إسرائيل فاختار منهم بسبعين ألف صبي.
فلما خرجت غنائم جنده وأراد أن يقسمهم فيهم قالت له الملوك الذين كانوا معه: أيها الملك لك غنائمنا كلها (وأقسم بيننا) فلولا الصبيان الذين إخترتهم من بني إسرائيل، ففعل فأصاب كل رجل منهم أربعة غلمة وكان من أولئك الغلمان دانيال، وحنانيا، وعزاريا، وماشايل وسبعة آلاف من أهل بيت داود وأحد عشر ألفا من سبط يوسف بن يعقوب وأخيه ابن يامين، وثمانية ألف من سبط أشر بن يعقوب، وأربعة عشر الفا من سبط زبالون بن يعقوب (ونفتال) بن يعقوب وأربعة الف من سبط (يهوذا) بن يعقوب (وأربعة) ألف من سبط (روبيل ولاوي) ابني يعقوب ومن بقي من بني إسرائيل وجعلهم بخت نصر ثلاث فرق: فثلثا أقر بالشام وثلثا سبي وثلثا قتل.
وذهب بأبيه بيت المقدس حتى أقدمها بابل وذهبت بالصبيان التسعين الألف حتى أقدمهم بابل، فكانت هذه الواقعة الأولى التي أنزل الله ببني إسرائيل بأحداثهم وظلمهم وذلك قول الله " * (فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد) *) يعني بخت نصر وأصحابه.
ما يروى عن حجاج عن ابن جريج عن يعلي بن مسلم عن سعيد بن جبير قال: كان رجل
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»