تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٦ - الصفحة ٧٩
حمرا من السماء وقع عليه قذفه ثم أتاه الحجر حتى ربا فملىء ما بين المشرق والمغرب، ورأى شجرة أصلها في الأرض وفروعها في السماء ثم رأى رجلا بيده فأس، وسمع مناديا ينادي: اضرب بجذعها لتفرق الطير من فروعها وتفرق الدواب والسباع من تحتها، وأنزل (.....) عبرها له دانيال (عليه السلام).
قال: أما الصنم الذي رأيت فأتيت الرأس الذهب فأنت أفضل الملوك، وأما الصدر الذي (رأيت) من فضة فإبنك يملك من (بعدك)، وأما البطن الذي رأيت من نحاس فذلك يكون من بعد (ابنك) وأما رأيت من الفخذ من حديد فهو ملك أهل فارس يكون ملكهم شديدا مثل الحديد، وأما الرجل من فخار فتفرق أهل فارس فرقتين ولا يكون فيهم حينئذ قوام كما لم يلين قوام الصنم على رجلين من فخار، وأما الحجر الذي ربا حتى ملأ ما بين المشرق والمغرب فنبي يبعثه الله في آخر الزمان فيفرق ملكهم كله فيربوا ملكه حتى يكون ما بين المشرق والمغرب.
وأما الشجر الذي رأيت والطير الذي عليها والسباع والدواب التي تحتها وما أمر (بقطعها فيذهب) ملكك فيردك الله طائرا يكون شرا ملك الطير ثم يردك ثورا ملك الدواب ثم يردك الله أسدا ملك السباع والوحش سبع سنين كان مسخه كله سبع سنين. في ذلك كله قلبك قلب إنسان حتى تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض وهو يقدر على الأرض ومن عليها، وما رأيت أصلها (قائما) فإن ملكك قائم، فمسخ بخت نصر نسرا من الطير وثورا من الدواب واسدا من السباع ثم رد الله إليه ملكه فأمن ودعا الناس إلى الله.
(وسئيل وهب بن منبه) أكان مؤمنا؟ قال: وجدت أهل الكتاب قد اختلفوا فيه، فمنهم من قال: مات مؤمنا، ومنهم قال: أحرق بيت الله وكتبه وقيد الأنبياء، وغضب الله عليه غضبا، فلم يقبل منه حينئذ توبته.
وقال بخت نصر لما رجع إلى صورته ثانية بعد المسخ (فرد الله) إليه ملكه: كان دانيال وأصحابه أكرم الناس عليه فحسدتهم المجوس وقالوا لبخت نصر: إن دانيال إذا شرب الخمر لم يملك نفسه أن يبول، وكان ذلك فيهم عارا فجعل لهم بخت نصر طعاما فأكلوا وشربوا وقال للبواب: أنظر أول من يخرج عليك ليبول فاضربه بالطبرزين وإن قال: أنا بخت
(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 ... » »»