تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٦ - الصفحة ٣٩
" * (أن تكون) *) أي لأن تكون " * (أمة هى أربى) *) أكثر وأجل " * (من أمة) *).
قال مجاهد: ذلك أنهم كانوا يحالفون الحلف فيجدون أكبر منهم وأعز ويستيقنوه فيحلف هؤلاء ويحالفون الأكثر فنهاهم الله تعالى عن ذلك " * (إنما يبلوكم الله به) *) يختبركم بأمره إياكم بالوفاء بالعهد " * (وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون) *) في الدنيا " * (ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة) *) على ملة واحدة، " * (ولكن يضل من يشاء) *) بخذلانه إياهم عدلا منه فيهم " * (ويهدي من يشاء) *) بتوفيقه إياهم فضلا منه " * (ولتسألن عما كنتم تعملون) *)) .
* (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتآء ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى يعظكم لعلكم تذكرون * وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون * ولا تكونوا كالتى نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم أن تكون أمة هى أربى من أمة إنما يبلوكم الله به وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون * ولو شآء الله لجعلكم أمة واحدة ولاكن يضل من يشآء ويهدى من يشآء ولتسئلن عما كنتم تعملون * ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله ولكم عذاب عظيم * ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا إنما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون * ما عندكم ينفد وما عند الله باق ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون * من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حيواة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون * فإذا قرأت القرءان فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم * إنه ليس له سلطان على الذين ءامنوا وعلى ربهم يتوكلون * إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون) *) 2 " * (ولا تتخذوا أيمانكم دخلا) *) خديعة وفسادا " * (بينكم) *) يغرون بها الناس فتسكنون إلى إيمانكم ويأمنون ثم ينقضونها ويختلفون فيها " * (فتزل قدم بعد ثبوتها) *) فتهلكوا بعد ما كنتم آمنين، والعرب تقول لكل مبتل بعد عافية أو ساقط في ورطة بعد سلامة: زلت قدميه.
كقول الشاعر:
سيمنع منك السبق إن كنت سابقا وتلطع إن زلت بك القدمان " * (وتذوقوا السوء) *) العذاب " * (بما صددتم عن سبيل الله ولكم عذاب عظيم ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا) *) يعني ولا تنقظوا عهودكم تطلبون بنقضها عوضا قليلا من الدنيا، ولكن أوفوا بها
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»