فإنما عند الله من الثواب لكم على الوفاء بذلك " * (خير لكم إن كنتم تعلمون) *) فصل ما بين العوضين ثم بين ذلك " * (ما عندكم ينفد وما عند الله باق ولنجزين) *) بالنون عاصم. الباقون بالياء.
" * (الذين صبروا) *) على الوفاء في السراء والضراء " * (أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) *) دون أسوأها ويغفر سيئاتهم بفضله " * (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة) *) اختلفوا فيها:
فقال سعيد بن جبير وعطاء والضحاك: هي الرزق الحلال، وهو رواية ابن أبي مالك وأبي الربيع عن ابن عباس.
وقال الحسن وعلي وزيد و وهب بن منبه: هي القناعة والرضا بما قسم الله، وهذه رواية عكرمة عن ابن عباس.
وقال مقاتل بن حيان: يعني أحسن في الطاعة، وهي رواية عبيد بن سليم عن الضحاك، فقال: من يعمل صالحا وهو مؤمن في فاقة أو ميسرة فحياة طيبة. ومن أعرض عن ذكر الله فلم يؤمن ولم يعمل عملا صالحا فمعيشة ضنك لا خير فيها.
أبو بكر الوراق: هي حلاوة الطاعة.
الوالبي عن ابن عباس: هي السعادة، مجاهد وقتادة وابن زيد: هي الجنة، ومثله روي عن الحسن وقال: لا تطيب الحياة لأحد إلا في الجنة.
" * (ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) *).
قال أبو صالح: جلس ناس من أهل التوراة وأهل الإنجيل وأهل الأوثان، فقال هؤلاء: نحن أفضل، وقال هؤلاء: نحن أفضل، فأنزل الله عز وجل هذه الآية " * (فإذا قرأت القرآن) *) يعني فإذا كنت قارئا للقرآن " * (فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم) *).
قال محمد بن جرير، وقال الآخرون: مجازه: فإذا أردت قراءة القرآن فاستعذ، كقوله: " * (إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا) *) الآية، أي الطهارة مقدمة على الصلاة، وقوله: " * (وإذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن) *) معناها وإذا أردتم تطليق النساء لأنه محال أن يأمرهم بالتطليق المعين بعد ما مضى التطليق. وأما حكم الآية: فاعلم أن الاستعاذة عند قراءة القرآن مستحبة في الصلاة وغير الصلاة، هذا قول جماعة الفقهاء إلا مالكا، فإنه لا يتعوذ إلا في قيام رمضان، واحتج بما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفتتح الصلاة بالحمد لله رب العالمين، وإنما تأويل هذا