تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٦ - الصفحة ٢٣١
وقال الربيع: " * (يوم نحشر المتقين إلى الرحمان وفدا) *) قال: يفدون إلى ربهم فيكرمون ويعطون ويحيون ويشفعون " * (ونسوق المجرمين) *) يعني الكافرين " * (إلى جهنم وردا) *) قال المفسرون: عطاشى، مشاة على أرجلهم قد تقطعت أعناقهم من العطش، والورد جماعة يردون الماء، اسم على لفظ المصدر " * (لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمان عهدا) *) يعني لا إله إلا الله، ومن في موضع النصب على الاستثناء.
قال ابن عباس: يعني لا يشفع إلا من شهد أن لا إله إلا الله تبرأ من الحول والقوة ولا يرجو إلا الله عز وجل.
وقال بعضهم: معناه إلا لمن اتخذ، نظيره " * (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى) *) قال مقاتل " * (إلا من اتخذ عند الرحمان عهدا) *) يعني اعتقد بالتوحيد.
وقال قتادة: عمل بطاعة الله، وروى أبو وائل عن عبد الله بن مسعود قال: سمعت رسول الله علائم يقول لأصحابه ذات يوم: (أيعجز أحدكم أن يتخذ كل صباح ومساء عند الله عهدا؟ قالوا: كيف ذاك؟ قال: يقول كل صباح ومساء: اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة إني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا أنى أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمدا عبدك ورسولك، وأنك إن تكلني إلى نفسي تقربني من الشر وتباعدني من الخير، وإني لا أثق إلا برحمتك فاجعل لي عندك عهدا توفينيه يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد، فإذا قال ذلك طبع الله عليه بطابع ووضع تحت العرش فإذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين الذين لهم عند الرحمن عهد فيدخلون الجنة؟).
2 (* (وقالوا اتخذ الرحمان ولدا * لقد جئتم شيئا إدا * تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا * أن دعوا للرحمان ولدا * وما ينبغى للرحمان أن يتخذ ولدا * إن كل من فى السماوات والارض إلا آتى الرحمان عبدا * لقد أحصاهم وعدهم عدا * وكلهم ءاتيه يوم القيامة فردا * إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمان ودا * فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا * وكم أهلكنا قبلهم من قرن هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا) *) 2 " * (وقالوا اتخذ الرحمان ولدا) *) يعني اليهود والنصارى، ومن زعموا أن الملائكة بنات الله، وقرأ حمزة والكسائي ولدا بضممالواو وجزم اللام وهي أربعة مواضع ها هنا، وحرف في
(٢٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 ... » »»