تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٦ - الصفحة ٢٢٧
وإنما استقى لابنتي شعيب وروى الأغنام وأقام، وهو معنى الدخول، والعرب تعبر عن الحي وأماكنهم بذكر الماء، فتقول: ماء بني فلان.
فإن قيل: فكيف يجوز أن يدخلها من قد أخبر الله سبحانه أنه لا يسمع حسيسها ولا يدخلها؟ قيل: إن الله سبحانه أخبر عن وقت كونهم في الجنة أنهم لا يسمعون حسيسها فيجوز أن يكونوا قد سمعوا ذلك قبل دخولهم الجنة لأن الله سبحانه لم يقل: لم يسمعوا حسيسها ويجوز أن لا يسمعوا حسيسها عند دخولهم إياها إذ الله عز وجل قادر على أن يجعلها عليهم بردا وسلاما.
وكذلك تأويل قوله لاا يدخلون النار أي لا يخلدون فيها، أو لا يتألمون ويتأذون بها، يدل عليه ما أخبرنا عبد الله بن حامد الوزان قال: أخبرنا مكي بن عبدان قال: حدثنا أبو الأزهر قال: حدثنا مؤمل بن إسماعيل عن أبي هلال عن قتادة عن أنس في قول الله سبحانه " * (إنك من تدخل النار فقد أخزيته) *) فقال: إنك من تخلد في النار فقد أخزيته.
والدليل على أن الخلق جميعا يدخلون النار ثم ينجي الله المؤمنين بعضهم سالمين غير آلمين وبعضهم معذبين معاقبين ثم يدخلهم جميعا الجنة برحمته، ما أخبرنا عبد الله بن حامد الوزان قال: أخبرنا حاجب بن محمد قال: حدثنا محمد بن حامد الأبيوردي قال: حدثنا أبو سعيد عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن أم مبشر عن حفصة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني أرجو أن لا يدخل النار إن شاء الله أحد شهد بدرا والحديبية قالت: قلت: يا رسول الله أليس قد قال الله سبحانه " * (وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا) *)؟ قال: أفلم تسمعيه يقول " * (ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا) *)) !؟.
(٢٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 ... » »»