تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٦ - الصفحة ٢٣٠
يأمرهم بالمعاصي أمرا، وقال سعيد بن جبير: تغريهم إغراء وقال مجاهد: تشليهم أشلاء وقال الأخفش: توهجهم، وقال المؤرخ: تحركهم، وقال أبو عبيد: تغويهم وتهيجهم، وقال القتيبي: تخرجهم إلى المعاصي، وأصله الحركة والغليان ومنه الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم (ولجوفه أزيز كأزيز المرجل).
" * (فلا تعجل عليهم) *) بالعذاب " * (إنما نعد لهم عدا) *) قال الكلبي: يعني الليالي والأيام والشهور والسنين، وقيل: الأنفاس، يقال: إن المأمون كان يقرأ سورة مريم وعنده الفقهاء فلما انتهى إلى هذه الآية التفت إلى محمد بن السماك مشيرا عليه بأن يعظه فقال: إذا كانت الأنفاس بالعدد، ولم يكن لها مدد، فما أسرع ما تنفد.
" * (يوم نحشر المتقين) *) يعني الموحدين " * (إلى الرحمان وفدا) *) أي جماعات وهو جمع وافد مثل راكب وركب وصاحب وصحب.
أخبرنا عبد الله بن حامد قال: أخبرنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا............. وهب بن جرير عن شعبة عن إسماعيل بن أبي خالد عن رجل عن أبي هريرة " * (يوم نحشر المتقين إلى الرحمان وفدا) *) قال: على الإبل، وقال ابن عباس: ركبانا يؤتون بنوق عليها رحال الذهب، وأزمتها الزبرجد فيحملون عليها، وقال على بن أبي طالب: (ما يحشرون والله على أرجلهم ولكن على نوق رحالها ذهب، ونجائب سرجها يواقيت، إن هموا بها سارت، وإن هموا بها طارت).
أخبرنا عبد الله بن حامد، أخبرنا أحمد بن شاذان عن صعوبة بن محمد، حدثنا صالح ابن محمد عن إبراهيم بن عن صالح بن صدقة أن علي بن أبي طالب ح قال: لما نزلت هذه الآية " * (يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا) *) قال: قلت: يا رسول الله إني رأيت وفود الملوك فلم أر وفدا إلا ركبانا فما وفد الله؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا علي إذا كان المنصرف من بين يدي الله تلقت الملائكة المؤمنين بنوق بيض رحالها وأزمتها الذهب، على كل مركب حلة لا تساويها الدنيا، فيلبس كل مؤمن حلته ثم يستوون على مراكبهم فتهوى بهم النوق حتى تنتهي بهم إلى الجنة تتلقاهم الملائكة " * (سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين) *)) .
(٢٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 ... » »»