تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٦ - الصفحة ١٠٥
" * (نحن أعلم بما يستمعون به إذ يستمعون إليك) *) لن يقرأ القرآن " * (وإذ هم نجوى) *) متناجون في أمرك، بعضهم يقول: هو مجنون، وبعضهم يقول: هو كاهن، وبعضهم: ساحر، وبعضهم: شاعر " * (إذ يقول الظالمون) *) بمعنى الوليد بن المغيرة وأصحابه حين رجع إليه كفار مكة من أمر محمد وشاوروه فقال " * (إن تتبعون إلا رجلا مسحورا) *) مطبوبا، وقيل: مخدوعا، وقال أبو عبيدة: (مسحورا) يعني رجلا له سحر يأكل ويشرب مثلكم والسحر الرئة يقول العرب للجبان: قد سحره ولكل من أكل وشرب من آدمي وغيره مسحور ومسحر.
قال الشاعر امرئ القيس:
أرانا موضعين لأمر غيب ونسحر بالطعام وبالشراب أي: نغذي ونعلل.
" * (انظر كيف ضربوا لك الأمثال) *) شبهوا ذلك الأشباه.
فقالوا: شاعر وساحر وكاهن ومجنون " * (فضلوا) *) فجالوا وجاروا " * (فلا يستطيعون سبيلا) *) مخرجا ولا يهتدون إلى طريق الحق.
" * (وقالوا أإذا كنا عظاما) *) بعد الموت " * (ورفاتا) *).
قال ابن عباس: غبارا.
قال مجاهد: ترابا، والرفات ما تكسر وبلا من كل شيء، كالفتات والحطام والرضاض.
" * (أئنا لمبعوثون خلقا جديدا. قل كونوا حجارة أو حديدا) *) في الشدة والقوة " * (أو خلقا مما يكبر في صدوركم) *) يعني خلقا مما يكبر عندكم عن قبول الحياة وبعثكم وعملكم على (.........) احياؤه فإنه يجيئه، وقيل: ما يليه من بعد ورائهم الموت، وقيل: السماوات والأرض، وقيل: أراد به البعث وقيل الموت.
وقال أكثر المفسرين: ليست في نفس بني آدم أكبر من الموت، يقول: لو كنتم الموت لأميتنكم ولأبعثنكم.
سفيان عن مجاهد وعكرمة في قوله " * (أو خلقا مما يكبر في صدوركم) *) قالا: الموت.
وروى المعمر عن مجاهد قال: السماء والأرض والجبال يقول كونوا ما شئتم فإن الله يميتكم ثم يبعثكم " * (فسيقولون من يعيدنا) *) خلقا جديدا بعد الموت " * (قل الذي فطركم) *) خلقكم " * (أول مرة فسينغضون إليك رؤوسهم) *) أي يحركون رؤوسهم متعجبين ومستهزئين يقال: نغضت سنه إذا حركت وأقلعت من أصله
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»