تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٥ - الصفحة ٥٥
الدال من دخل يدخل، وقرأ مسلمة بن محارب مدخلا بضم الميم وتخفيف الدال من دخل يدخل، وقرأه أبي مندخلا، منفعل من اندخل. كما قال:
فلا يدي في حميت السكن تندخل وقرأ الأعرج بتشديد الدال والخاء (............) جعله متفعلا ثم أدغم التاء في الدال كالمزمل والمدثر " * (لولوا إليه) *) لأدبروا إليه هربا منكم، وفي حرف أبي: لولوا وجوههم إليه، وقرأ الأعمش والعقيلي: لوالوا إليه بالألف من الموالاة أي تابعوا وسارعوا.
وروى معاوية بن نوفل عن أبيه عن جده وكانت له صحبة لولوا إليه بتخفيف اللام لأنها من التولية يقال: ولي إليه بنفسه إذا انصرف ولولوا إليه من المولي " * (وهم يجمحون) *) يسرعون في الفرار (لا يردهم شيء). قال الشاعر أبان بن ثعلب:
سبوحا جموحا وإحضارها كمعمعة السعف الموقد وقيل: إن الجماح مشي بين مشيين وهو مثل (الصماح). قال مهلهل:
لقد جمحت جماحا في دمائهم حتى رأيت ذوي أحسابهم خمدوا وقرأ الأعمش: وهم يجمزون أي يسرعون ويشدون " * (ومنهم) *) يعني من المنافقين " * (من يلمزك في الصدقات) *).
الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سعيد الخدري، قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم قسما قال ابن عباس كانت غنائم هوازن يوم حنين جاء ابن ذي الخريصر التميمي وهو حرقوص بن زهير أصل الخوارج فقال: اعدل يا رسول الله، فقال: ويلك ومن يعدل أن لم أعدل.
فقال عمر: يا رسول الله ائذن لي فأضرب عنقه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعه فأن له أصحابا يحتقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فينظر في قذذه فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر فلا يوجد فيه شيء، وقد سبق الفرث والدم، أشبههم برجل أسود في إحدى يديه، أو قال: أحدى ثدييه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدردر، يخرجون على فترة من الناس، وفي غير هذا الحديث: وإذا خرجوا
(٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 ... » »»