يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والله عليم بالمتقين * إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الاخر وارتابت قلوبهم فهم فى ريبهم يترددون * ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولاكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين * لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولاوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين * لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور حتى جآء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون * ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتنى ألا فى الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين) *) 2 ثم نزل في المتخلفين عن غزوة تبوك من المنافقين " * (لو كان) *) اسمه مضمر أي لو كان ما يدعوهم إليه " * (عرضا قريبا) *) غنيمة حاضرة " * (وسفرا قاصدا) *) وموضعا قريبا.
قال المبرد: قاصدا أي ذا قصد نحو تأمر ولابن، وقيل: هو طريق مقصود فجعلت صفته على (فاعلة بمعنى مفعولة) كقوله " * (عيشة راضية) *) أي مرضية. " * (لاتبعوك ولكن بعدت عليهم الشقة) *) يعني المسافة وقال الكسائي: هي الغزاة التي يخرجون إليها، وقال قطرب: هي السفر البعيد سميت شقة لأنها تشق على الانسان، والقراءة بضم الشين وهي اللغة الغالبة، وقرأ عبيد ابن عمير بكسر الشين وهي لغة قيس.
" * (وسيحلفون بالله لو استطعنا) *) قرأ الأعمش بضم الواو لأن أصل الواو الضمة، وقرأ الحسن بفتح الواو لأن الفتح أخف الحركات، وقرأ الباقون بالكسر لأن الجزم يحرك بالكسر " * (لخرجنا معكم يهلكون أنفسهم) *) بالحلف الكاذب " * (والله يعلم إنهم لكاذبون) *) في أيمانهم (واعتلالهم) * * (عفا الله عنك) *) قدم العفو على القتل.
قال قتادة وعمرو بن ميمون: شيئان فعلهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يؤمر بهما: إذنه للمنافقين وأخذه من الأسارى الفدية فعاتبه الله كما تسمعون.
وقال بعضهم: إن الله عز وجل وقره ورفع محله (فهو افتتاح) الكلام بالدعاء له، كما يقول الرجل لمخاطبه إن كان كريما عنده: عفا الله عنك ما صنعت في حاجتي ورضي الله عنك إلا زرتني، وقيل: معناه: أدام الله لك العفو.
" * (لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا) *) في أعذارهم " * (وتعلم الكاذبين) *) فيها " * (لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر) *) إلى قوله تعالى " * (وارتابت قلوبهم) *) شكت ونافقت قلوبهم " * (فهم في ريبهم يترددون) *) متحيرين، ولو أرادوا الخروج إلى الغزو " * (لأعدوا) *) لهيأوا " * (له