تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٥ - الصفحة ٥٣
كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلواة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون * فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحيواة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون * ويحلفون بالله إنهم لمنكم وما هم منكم ولاكنهم قوم يفرقون * لو يجدون ملجئا أو مغارات أو مدخلا لولوا إليه وهم يجمحون * ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون * ولو أنهم رضوا مآ ءاتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنآ إلى الله راغبون) *) 2 " * (إن تصبك حسنة) *) نصر وغنيمة " * (تسؤهم) *) (يعني) بهم المنافقين " * (وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا) *) عذرنا وأخذنا الجزم في القعود وترك الغزو " * (من قبل) *) من قبل هذه المصيبة.
" * (قل) *) لهم يا محمد " * (لن يصيبنا) *) وفي مصحف عبد الله: قل هل يصيبنا، وبه قرأ طلحة ابن مصرف " * (إلا ما كتب الله لنا) *) في اللوح المحفوظ، ثم قضاه علينا " * (هو مولانا) *) ولينا وناصرنا وحافظنا، وقال الكلبي: هو أولى بنا من أنفسنا في الموت والحياة " * (وعلى الله فليتوكل المؤمنون قل هل تتربصون) *) تنتظرون " * (بنا) *) أيها المنافقون " * (إلا إحدى الحسنيين) *) أما النصر والفتح مع الأجر الكبير، وأما القتل والشهادة وفيه الفوز الكبير.
أخبرنا أبو القاسم الحبيبي قال: حدثنا جعفر بن محمد العدل، حدثنا أبو عبد الله محمد ابن إبراهيم العبدي، حدثنا أبو بكر أمية بن بسطام، أخبرنا يزيد بن بزيع عن بكر بن القاسم عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يضمن الله لمن خرج في سبيله ألا يخرج إيمانا بالله وتصديقا برسوله أن (يرزقه) الشهادة، أو يرده إلى أهله مغفورا له مع ما نال من أجر وغنيمة.
" * (ونحن نتربص بكم) *) إحدى الحسنيين " * (أن يصيبكم الله بعذاب من عنده) *) فيهلكهم الله كما أهلك الأمم الخالية. قال ابن عباس: يعني الصواعق، قال ابن جريج يعني الموت (والعقوبة) بالقتل بأيدينا كما أصاب الأمم الخالية من قبلنا " * (فتربصوا) *) هلاكنا " * (إنا معكم متربصون) *) وقال الحسن: فتربصوا مواعيد الشيطان إنا معكم متربصون مواعيد الله من إظهار دينه واستئصال من خالفه، وكان الشيطان يمني لهم بموت النبي (صلى الله عليه وسلم).
" * (قل أنفقوا طوعا أو كرها) *) نزلت في منجد بن قيس حين أستاذن النبي صلى الله عليه وسلم في القعود عن الغزوة، وقال: هذا مالي اعينك به، وظاهر الآية أمر معناه خبر وجزاء تقديره: إن أنفقتم طوعا أو كرها فليس بمقبول منكم كقول الله عز وجل: " * (واستغفر لهم) *) الآية. قال الشاعر:
أسيئي بنا أو أحسني لا ملامة لدينا ولا مقلية إن تفلت
(٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 ... » »»