تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٥ - الصفحة ٤٥
متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب الذي بين جمادى وشعبان).
أراد صلى الله عليه وسلم أن الأشهر الحرم رجعت إلى مواضعها وعاد الحج إلى ذي الحجة وبطل النسيء.
واختلفوا في أول من نسأ، فقال ابن عباس وقتادة والضحاك: أول من نسأ بنو مالك بن كنانة وكان (يليه) أبو ثمامة عبادة بن عوف بن أمية الكناني، كان يوافي الموسم كل عام على حمار فيقول: أيها الناس إني أحدث ولا أخاف ولا مرد لما أقول. إنا قد حرمنا المحرم، وأخرنا صفر، ثم يجيء العام المقبل فيقول: إنا قد حرمنا صفر وأخرنا المحرم.
وقال الكلبي: أول من فعل ذلك رجل من كنانة يقال له: نعيم بن ثعلبة، وكان يكون قبل الناس بالموسم، وإذا هم الناس بالصدر قام فخطب الناس فقال: لا مرد لما قضيت، أنا الذي لا أغاب ولا أخاب فيقول له المشركون: لبيك، ثم يسألهم أن ينسئهم شهرا يغيرون فيه، فيقول: إن القتال العام حرام، وإذا قال ذلك حلوا الأوتار وقرعوا الأسنة والأزجة، وإن قال: حلال عقدوا الأوتار وشددوا الأزجة وأغاروا على الناس.
(وقيل بعد) نعيم بن ثعلبة رجل يقال له: جنادة بن عوف وهو الذي أدركه رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
جويبر عن الضحاك عن ابن عباس أن أول من نسأ النسيء عمرو بن لحي بن بلتعة بن خندف، وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: هو رجل من بني كنانة يقال له القملس في الجاهلية، وكان أهل الجاهلية لا يغير بعضهم على بعض في الأشهر الحرم، يلقي الرجل قاتل أبيه وأخيه فلا يتعرض له فيقول قائلهم: اخرجوا بنا فيقال له: هذا المحرم، فيقول القملس: إني قد نسأته العام صفران، فإذا كان العام المقبل قضينا فجعلناهما محرمين، وقال (.............) وقال الكميت:
ألسنا الناسئين على معد شهور الحل نجعلها حراما فهو النسيء الذي قال الله تعالى: إنما النسيء زيادة " * (زيادة في الكفر يضل) *) قرأ أهل المدينة وعاصم وأبو عمرو يضل بفتح الياء وكسر الضاد، واختاره أبو حاتم لأنه ضم الضالون لقوله " * (به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما) *) وقرأ أبو رجاء والحسن وأبو عبد الرحمن وقتادة ومجاهد وابن محيصن: يضل مكسورة الضاد، ولها وجهان: أحدهما أن يكون " * (الذين كفروا) *) في محل النصب أي يضل الله به الذين كفروا
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»