تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٥ - الصفحة ٣٤١
روى عكرمة عن ابن عباس قال: لما خلق الله الملائكة قال: إني خالق بشرا من طين فإذا أنا خلقته فأسجدوا له، قالوا: لا نفعل. فأرسل عليهم نارا فأحرقهم. ثم خلق ملائكة فقال: إني خالق بشرا من طين فإذا أنا خلقته فأسجدوا له، فأبوا، فأرسل الله عليهم نارا فأحرقهم. ثم خلق ملائكة فقال: إني خالق بشرا من طين فإذا أنا خلقته فأسجدوا له، قالوا: سمعنا وأطعنا إلا إبليس كان من الكافرين.
" * (قال يا إبليس ما لك أ لا تكون مع الساجدين) *) محل (أن) النصب بفقد الخافض.
" * (قال لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمأ مسنون قال فاخرج منها) *) أي من الجنة ومن السماوات " * (فإنك رجيم) *) ملعون طويلا " * (وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين قال رب فأ نظرني إلى يوم يبعثون قال فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم) *) وهو النفخة الأولى حين يموت الخلق كلهم " * (قال رب بما أغويتني) *) أي بأغوائك أياي وهو الإضلال والإبعاد " * (لازينن لهم في الأرض) *) معاصيك ولأحببنها إليهم " * (ولاغوينهم) *) لأضلنهم " * (أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين) *).
قرأ أهل الكوفة والمدينة والشام: بفتح اللام. وإختاره أبو عبيد، يعني إلا من أخلصته بتوفيقك فهديته واصطفيته.
وقرأ أهل مكة والبصرة: بكسر اللام، وإختاره أبو حاتم، يعني من أخلص لك بالتوحيد والطاعة. وأراد بالمخلصين في القرائتين جميعا: المؤمنين.
" * (قال) *) الله لإبليس " * (هذا صراط) *) طريق " * (علي مستقيم) *).
قال الحسن: هذا صراط إلي مستقيم.
وقال مجاهد: الحق يرجع إلى الله وعليه طريقه لايعرج على شيء.
وقال الأخفش: يعني على الدلالة صراط مستقيم.
وقال الكسائي: هذا على الوعيد فإنه تهديد كقولك للرجل خاصمته وتهدده: طريقك علي، كما قال الله: " * (ان ربك لبالمرصاد) *) فكان معنى الكلام: هذا طريق مرجعه إلي فأجازي كلا بأعمالهم.
وقال ابن سيرين وقتادة وقيس بن عبادة وحميد ويعقوب: هذا صراط علي برفع الياء على نعت الصراط أي رفيع، كقوله: " * (ورفعناه مكانا عليا) *)) .
(٣٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 336 337 338 339 340 341 342 343 344 345 346 ... » »»