تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٥ - الصفحة ٣٣٧
قال النابغة:
كليني لهم يا أميمة ناصب وليل أقاسيه بطيء الكواكب أي منصب.
قال زيد بن عمر: يبعث الله المبشرة فتقم الأرض قما، ثم يبعث الله المثيرة فتثير السحاب، ثم يبعث الله المؤلفة فتؤلف السحاب، ثم يبعث الله اللواقح فتلقح الشجر، ثم تلا: " * (وأرسلنا الرياح لواقح) *).
وقال أبو بكر بن عياش: لا يقطر قطرة من السحاب إلا بعد أن تعمل الرياح الأربع فيه: فالصبا تهيجه، والدبور تلقحه، والجنوب تدره، والشمال تفرقه.
ويروي أبو المهزم عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (الريح الجنوب من الجنة وهي الرياح اللواقح التي ذكر الله في كتابه وفيها منافع للناس).
" * (فأ نزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه) *) أي جعلنا المطر لكم سقيا، ولو أراد أنزلناه ليشربه لقال: فسقيناكموه، وذلك أن العرب تقول: سقيت الرجل ماء ولبنا وغيرهما ليشربه، إذا كان لسقيه، فإذا جعلوا له ماء لشرب أرضه أو ماشيته قالوا: أسقيته وأسقيت أرضه وماشيته، وكذلك إذا استسقت له، قالوا: أسقيته واستسقيته، كما قال ذو الرمة:
وقفت على رسم لمية ناقتي فما زلت أبكي عنده وأخاطبه وأسقيه حتى كاد مما أبثه تكلمني أحجاره وملاعبه قال المؤرخ: ما تنال الأيدي والدلاء فهو السقي ومالا تنال الأيدي والدلاء فهو الإسقاء.
" * (وما أ نتم له بخازنين) *) يعني المطر. قال سفيان: بما نعين.
" * (وإنا لنحن نحيي ونميت ونحن الوارثون) *) بأن نميت جميع الخلق فلا يبقى من سوانا، نظيره قوله: * (إنا نحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون) * * (ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين) *).
ابن عباس: أراد بالمستقدمين: الأموات، والمستأخرين: الأحياء.
(٣٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 ... » »»