تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٥ - الصفحة ٣٥٢
وعلى هذا القول المراد بالسبع سبعة أسباع القرآن. ويكون فيه إضمار تقديره: وهي للقرآن العظيم.
فاحتج بقول الشاعر:
إلى الملك القرم وابن الهمام وليث الكتيبة في المزدحم مجازة: الملك القرم ابن الهمام ليث الكتيبة في المزدحم.
وروى عتاب بن بشر عن حنيف عن زياد بن أبي مريم في قوله: " * (سبعا من المثاني) *) قال: أعطيتك سبعة أجزاء وهي سبع معان في القرآن: مر، وانه، وبشر، وأنذر، واضرب الأمثال وأعدد النعم، وآتيتك نبأ القرآن.
" * (لا تمدن عينيك) *) يا محمد " * (إلى ما متعنا به أزواجا) *) أصنافا " * (منهم) *) من الكفار متمنيا إياها. نهى رسوله عن الرغبة في الدنيا.
وقال أنس: مرت برسول الله صلى الله عليه وسلم إبل أيام الربيع وقد حبست في أبعارها وأبوالها. فغطى رسول الله صلى الله عليه وسلم عينه بكمه وقال: (بهذا أمرني ربي) ثم تلا هذه الآية.
" * (واخفض جناحك) *) لين جانبك " * (للمؤمنين) *) وارفق بهم.
والجناحان من ابن آدم جانباه، ومنه قوله: " * (واضمم يدك إلى جناحك) *) أي جنبك وناحيتك.
" * (وقل إني أ نا النذير المبين كما أ نزلنا) *)، قال الفراء: مجازه: أنذركم عذابا " * (على المقتسمين) *). فاختلفوا فيهم.
فروى الأعمش عن أبي ظبيان قال: سمعت ابن عباس يقول في قوله: (كما أنزلنا على المقتسمين، قال: هم اليهود والنصارى.
" * (الذين جعلوا القرآن عضين) *) جزأوه فجعلوه أعضاء فآمنوا ببعضه وكفروا ببعضه.
وقال عكرمة: سموا مقتسمين لأنهم كانوا يستهزؤن فيقول بعضهم: هذه السورة لي. وقال بعضهم: هذه لي، فيقول أحدهم: لي سورة البقرة، ويقول الآخر: لي سورة آل عمران.
وقال مجاهد: هم اليهود والنصارى، قسموا كتابهم ففرقوه وبددوه.
وقال مقاتل: كانوا ستة عشر رجلا بعثهم الوليد بن المغيرة أيام الموسم فاقتسموا عقاب
(٣٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 347 348 349 350 351 352 353 354 355 356 357 » »»