تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٥ - الصفحة ٣٤٦
بأضياف لوط طمعا منهم في ركوب الفاحشة " * (قال) *) لوط لقومه " * (إن هؤلاء ضيفي) *) وحق على الرجل بإكرام ضيفه " * (فلا تفضحون) *) فيهم " * (واتقوا الله ولا تخزون) *) فلا تهينون ولا تخجلون، يجوز أن يكون من الخزي، ويحتمل أن يكون الخزاية " * (قالوا أو لم ننهك عن العالمين) *) أولم ننهك أن تضيف أحدا من العالمين.
" * (قال هؤلاء بناتي) *) أزوجهن إياكم إن أسلمتم فأتوا النساء الحلال ودعوا ما حرم الله عليكم من إتيان الرجال " * (إن كنتم فاعلين) *) ما أمركم به.
قال قتادة: أراد أن يقي أضيافه ببناته، وقيل: رأى أنهم سادة إليهم يؤول أمرهم فأراد أن يزوجهم بناته ليمنعوا قومهم من التعرض لأضيافه، وقيل: أراد بنات أمته لأن النبي (أب) لامته، قال الله " * (لعمرك) *) يا محمد يعني وحياتك.
وفيه لغتان: وعمر وعمر.
يقول العرب: عمرك وعمرك.
" * (إنهم لفي سكرتهم) *) ضلالتهم وحيرتهم " * (يعمهون) *) يترددون.
قاله مجاهد، وقال قتادة: يلعبون.
ابن عباس: يتمادون.
أبو الجوزاء عن ابن عباس قال: فالخلق لله عز وجل ولا برأ ولا ذرأ نفسا أكرم عليه من محمد، وما سمعت الله أقسم بحياة أحد إلا حياته قال: * (لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون) * * (فأخذتهم الصيحة مشرقين) *) حيت أشرقت الشمس، أي أضاءت، وهو نصب على الحال " * (فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل إن في ذلك لآيات للمتوسمين) *) قال ابن عباس والضحاك: للناظرين.
مجاهد: للمتفرسين.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله) ثم قرأ هذه الآية.
وقال الشاعر:
توسمته لما رأيت مهابة عليه وقلت المرء من آل هاشم وقال آخر
(٣٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 ... » »»