لأنه لم يقصد بذلك قصد الخبر عن النساء، وإنما قصد به الخبر عمن يفعل ذلك، وتقديره: من القوم الخاطئين. ومثله قوله: " * (وكانت من القانتين) *)، بيانه قوله: إنها كانت من قوم كافرين.
(* (وقال نسوة فى المدينة امرأت العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا إنا لنراها فى ضلال مبين * فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكئا وءاتت كل واحدة منهن سكينا وقالت اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاش لله ما هاذا بشرا إن هاذآ إلا ملك كريم * قالت فذالكن الذى لمتننى فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل مآ ءامره ليسجنن وليكونا من الصاغرين * قال رب السجن أحب إلى مما يدعونني إليه وإلا تصرف عنى كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين * فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم * ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين) *) 2 " * (وقال نسوة في المدينة) *) يقول: شاع أمر يوسف والمرأة في مدينة مصر وتحدثت النساء بذلك، وقلن يعني امرأة الساقي وامرأة الخباز وامرأة صاحب السجن وامرأة الحاجب، قاله مقاتل " * (امرأة العزيز) *) وهو في كلام العرب الملك، قال أبو داود:
درة غاص عليها تاجر جليت عند عزيز يوم طل أي ملك.
" * (تراود فتاها) *) عدها الكنعاني عن نفسه.
" * (قد شغفها حبا) *) أي أحبها حتى دخل حبه شغاف قلبها، وهو حجابه وغلافه. قال السدي: الشغاف جلدة رقيقة على القلب يقال لها: لسان القلب، تقول: دخل الحب الجلد حتى أصاب القلب، قال النابغة الذبياني:
وقد حال هم دون ذلك داخل دخول الشغاف تبتغيه الأصابع وقال ابن عباس: علقها حبا، الحسن: بطنها حبا، قتادة: استبطنها حبها إياه، أبو رجاء: صدقها حبا، الكلبي: حجب حبه قلبها حتى لا يعقل سواه.
وقرأ أبو رجاء العطاردي والشعبي والأعرج، شعفها بالعين غير معجمة واختلفوا في معناها فقال الفراء: ذهب بها كل مذهب، وأصله من شعف الجبال وهي رؤوسها، والنخعي والضحاك: فتنها، وذهب بها، وأصله من شعف الدابة حين تتمرغ بذعر، قال امرؤ القيس