تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٥ - الصفحة ٢٢٧
أمهت وكنت لا أنسى حديثا كذاك الدهر يودي بالعقول وقرأ مجاهد: أمه، بسكون الميم وفتح الألف وهاء لخالصة، وهو مثل الأمة أيضا وهما لغتان ومعناهما النسيان، " * (أنا أنبئكم بتأويله) *): أخبركم بتفسيره وما ترون " * (فأرسلون) *): فأطلقوني، وأذنوا لي أمضي وأتكم بتأويله وفي الآية أختصار تقديرها فأرسلون، فأتي السجن، قال ابن عباس لم يكن السجن في المدينة " * (فقال يوسف) *) يعني يا يوسف، " * (أيها الصديق) *): فيما عبرت لنا من الرؤيا والصديق الكثير الصديق ولذلك سمي أبو بكر صديقا، وفعيل للمبالغة والكثرة مثل الفسيق والضليل والشريب والخمير ونحوها.
" * (أفتنا في سبع بقرات سمان) *): الآية فإن الملك رأى هذه الرؤيا.
" * (لعلي أرجع إلى الناس) *) أهل مصر، " * (لعلهم يعلمون) *)، تأويلها، وقيل: لعلهم يعلمون فضلك وعلمك، فقال لهم يوسف معلما ومعبرا: أما البقرات السمان والسنبلات الخضر فسبع سنين مخصبات، والبقرات العجاف والسنبلات اليابسات السنون المهولة المجدبة، وذلك قوله تعالى: " * (تزرعون سبع سنين دأبا) *) أي كعادتكم، وقال: بعضهم أراد بجد و واجتهاد وقرأ بعضهم دأبا بفتح الهمزة وهما لغتان، يقال دبت في الأمر أدأب دأبا ودأبا إذا اجتهد، قال الفراء: وكذلك كل حرف فتح أوله وسكن ثانية فتثقيله جائز إذ كان ثانيه همزة أو عينا أوحاء أو خاء أو هاء.
" * (فما حصدتم فذروه في سنبله) *) في (بذره) * * (إلا قليلا مما تأكلون) *) وإنما أشار عليهم بذلك بذلك ليبقى ولا يفسد، " * (ثم يأتي بعد ذلك سبع شداد) *) يعني سبع سنين جدد بالقحط " * (يأكلن ما قدمتم لهن) *) يعني يؤكل، فيهن ما أعددتم لهن من الطعام في السنين الخصبة، وهذا كقول القائل:
نهارك يا مغرور سهو وغفلة وليلك نوم والردى لك لازم والنهار لا يسهو والليل لا ينام، وإنما يسهى في النهار وينام في الليل. " * (إلا قليلا مما تحصنون) *) أي: تخزنون وخزنون وتدخرون.
" * (ثم يأتي بعد ذلك عام) *) وهذا خبر من يوسف (عليه السلام) عما لم يكن في رؤيا الملك، ولكنه من علم الغيب الذي آتاه الله عز وجل، كما قال قتادة: زاده الله علم سنة لم يسألوه عنها، فقال: " * (ثم يأتي بعد ذلك عام فيه يغاث الناس) *) أي يمطرون بالغيث وهو المطر، وقيل: يغاثون، من قول العرب استغثت بفلان وأغاثني، " * (وفيه يعصرون) *) قرأ أهل الكوفة إلا
(٢٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 ... » »»