أتقتلني وقد شعفت فؤادها كما شعف المهنوءة الرجل الطالي ومراده: ذهب قلب امرأته كما ذهب الطالي بالإبل بالقطران يتلو بها، والإبل تخاف من ذلك ثم تستروح إليه، وقال الأخفش: من حبها، وقال محمد بن جرير: عمها الحب.
" * (إنا لنراها في ضلال مبين) *): خطا بين، " * (فلما سمعت) *) راحيل، " * (بمكرهن) *) بقولهن وحديثهن، قال قتادة والسدي وقال ابن إسحاق: وإنما قلن ذلك مكرا بها ليرين يهمن يوسف وكان قد وصف لهن حسنه وجماله " * (أرسلت إليهن) *) قال وهب: اتخذت مأدبة ودعت أربعين امرأة فيهن هؤلاء اللائي عيرنها، " * (وأعتدت) *) وأعدت وهو أفعلت العتاد وهو العدة، قال الله تعالى: " * (إنا أعتدنا للظالمين نارا) *).
" * (لهن متكأ) *) مجلسا للطعام وما يتكئن عليه من النمارق والوسائد، يقال: ألقى له متكأ أي ما يتكأ عليه، وهذا معنى قول ابن عباس في رواية علي بن أبي طلحة. وقال سعيد بن جبير والحسن وقتادة وأبي إسحاق وابن زيد: طعاما، قال القتبي: والأصل فيه أن من دعوته إلى مطعم عندك أعددت له وسادة أو متكأ، فسمي الطعام متكأ على الاستعارة، يقال: اتكأنا عند فلان أي أكلنا، قال عدي بن زيد:
فظللنا بنعمة واتكأنا وشربنا الحلال من قلله وروي عن الحسن أنه قال: متكاء بالتشديد والمد وهي غير فصيحة، وعن الحسن: فما أظن بصحيحة، وقرأ مجاهد متكأ خفيفة غير مهموزة، وروي ذلك عن ابن عباس.
واختلفوا في معناه، فقال ابن عباس: هو الأترج، عكرمة: هو الطعام، وأبو روق عن الضحاك: الزماورد، علي بن الحكم وعبيد بن حكيم، عنه: كل شيء يحز بالسكين فهو عند العرب المتكأ، والمتك والبتك: القطع والعرب تعاقب بين الباء والميم تقول سمد رأسه وسبده، وأغبطت عليه وأغمطته (لازب) ولازم قال الله تعالى: " * (فليبتكن آذان الأنعام) *).
" * (وآتت كل واحدة منهن سكينا وقالت) *) ليوسف " * (أخرج عليهن) *) وذلك أنها قد كانت أجلسته في مجلس غير المجلس الذي هن فيه جلوس، فخرج عليهن يوسف (عليه السلام)، قال عكرمة: وكان فضل يوسف على الناس في الحسن والجمال كفضل القمر ليلة البدر على نجوم السماء.