تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٤ - الصفحة ٤٢
وقال الضحاك: كانت منازلهم واسعة فيها مياه جارية فمن كان مسكنه واسعا وفيه ماء جار فهو ملك.
وقال قتادة: كانوا أول من ملك الخدم وأول من سخر لهم الخدم من بني آدم.
قال السدي: يعني وجعلكم أحرارا تملكون أنفسكم بعد أن كنتم في أيدي القبط بمنزلة أهل الجزية فينا فأخرجكم الله من الذل " * (وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين) *) يعني عالمي من غيركم.
وقال مجاهد: يعني المن والسلوى والحجر والغمام " * (يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة) *) اختلفوا في الأرض المقدسة ما هي.
فقال مجاهد: هي الطور وما حوله. وقال الضحاك: هي إيليا وبيت المقدس الحرام محرم مقداره، السماوات والأرض بيت المقدس مقدس مقداره من السماوات والأرض.
عكرمة والسدي وابن زيد: هي أريحا.
الكلبي: دمشق وفلسطين وبعض الأردن.
قتادة: هي الشام كلها.
قال زيد بن ثابت: بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤلف القرآن من الرقاع إذ قال: (طوبى للشام) قيل: يا رسول الله ولم ذاك؟ قال: (إن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليهم).
نصير بن علقمة الحمصي عن جبير بن نقير عن عبد الله بن حواله قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (والله لا يزال هذا الأمر فيكم حتى يفتح الله أرض فارس والروم وأرض حمير وحتى تكونوا أجنادا ثلاثة، جندا بالشام، وجندا بالعراق وجندا باليمن).
فقال ابن حوالة: يا رسول الله أن أدركني ذلك، قال: (اختار لك الشام فإنها صفوة الله من بلادكم وإليها (يجتبي) صفوته من عباده، يا أهل الإسلام فعليكم بالشام فإن صفوة الله من الأرض الشام فمن أبى فليلحق بيمينه وليستق من غدره إن الله قد تكفل لي بالشام وأهله).
روى الأعمش عن عبد الله بن صبار عن أبيه عن عبد الله بن مسعود قال: قسم الخير عشرة أعشار فجعل منه تسعة بالشام وواحد بالعراق. وقسم الشر عشرة أعشار فجعل منه تسعة بالعراق وواحد بالشام. ودخل الشام عشرة ألف عين رأت النبي صلى الله عليه وسلم ونزل خمس وسبعمائة من
(٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 ... » »»