تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٤ - الصفحة ٤٠
الآية " * (إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما) *) ولم يقل: وما بينهن لأن المعنى: وما بين هذين النوعين من الأشياء " * (يخلق ما يشاء والله على كل شيء قدير) *).
2 (* (وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشآء ويعذب من يشآء ولله ملك السماوات والارض وما بينهما وإليه المصير * يأهل الكتاب قد جآءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جآءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير ونذير والله على كل شىء قدير) *) 2 " * (وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه) *).
قال السدي: قالت اليهود: إن الله أوحى إلى إسرائيل أن ولدا من ولدك أدخلهم النار فيكونون فيها أربعين يوما حتى تطهركم وتأكل خطاياهم ثم ينادي أن أخرجوا كل مختون من ولد إسرائيل فأخرجهم فذلك قولهم " * (لن تمسنا النار إلا أياما معدودة) *)، وأما النصارى، فإن فرقة منهم قالت: المسيح ابن الله.
فأخرجهم الخبر عن الجماعة " * (قل فلم يعذبكم بذنوبكم) *) كان لأمر ما زعمتم أنكم أحباؤه وأولياؤه فإن الحبيب لا يعذب حبيبه، وأنتم مقرون إنه معذبكم " * (بل أنتم بشر ممن خلق) *) كسائر بني آدم، ثم قال بالإحسان والإيتاء " * (يغفر لمن يشاء) *) فضلا " * (ويعذب من يشاء) *) عدلا.
وقال السدي: يهدي منكم من يشاء في الدنيا فيغفر له، ويميت من يشاء منكم على كفره فعذبه " * (ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما وإليه المصير يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا) *) محمد " * (يبين لكم) *) أعلام الهدى وشرائع الدين " * (على فترة) *) انقطاع " * (من الرسل) *) واختلفوا في قدر مدة تلك الفترة.
وروى عبيد بن سلمان عن الضحاك قال: الفترة فيما بين عيسى ومحمد (عليهما السلام) ستمائة سنة.
معمر عن قتادة قال: كان بين عيسى ومحمد (عليهما السلام) خمسمائة وستون سنة.
قال معمر وقال الكلبي: خمسمائة وأربعون سنة، الضحاك: أربعمائة وبضع وثلاثون سنة " * (إن تقولوا ما جاءنا من بشير ونذير فقد جاءكم بشير ونذير والله على كل شيء قدير) *).
حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي رافع عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسل
(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»